[48] ومن كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية([1])
وَإِنَّ الْبَغْيَ وَالزُّورَ يُوتِغَانِ([2]) الْـمَرْءَ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ، وَيُبْدِيَانِ خَلَلَهُ عِنْدَ مَنْ يَعِيبُهُ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ غَيْرُ مُدْرِكٍ مَا قُضِيَ فَوَاتُهُ([3])، وَقَدْ رَامَ أَقْوَامٌ أَمْراً بِغَيْرِ الْـحَقِّ، فَتَأَوَّلُوا عَلَى اللهِ فَأَكْذَبَهُمْ، فَاحْذَرْ يَوْماً يُغْتَبطُ([4]) فِيهِ مَنْ أَحْمَدَ عَاقِبَةَ عَمَلِهِ، وَيَنْدَمُ مَنْ أَمْكَنَ الشَّيْطَانَ مِنْ قِيَادِهِ فَلَمْ يُجَاذِبْهُ. وَقَدْ دَعَوْتَنَا إِلَى حُكْمِ الْقُرْآنِ وَلَسْتَ مِنْ أَهْلِهِ، وَلَسْنَا إِيَّاكَ أَجَبْنَا، وَلَكِنَّا أَجَبْنَا الْقُرْآنَ إلى حُكْمِهِ، وَالسَّلاَمُ.
[1] ـ رواه باختلاف المنقري(ت212) في وقعة صفين:493، وابن أعثم الكوفي(ت314) في الفتوح 3: 191.
[2] ـ يوتغان: يهلكان.
[3] ـ ما قضي فواته: أي ما فات منه لا يدرك.
[4] ـ يغتبط فيه: يفرح ويسر.