الحوزة في ارض المعركة.. الشهيد مشتاق الزيدي
إنه من مواليد البصرة - العشار.. لعام 1979 وقد انتقلت اسرته إلى مدينة الكوت لتبتعد عن مخاطر الحرب العراقية الايرانية.. كان وأخوه الأكبر الشيخ ميثاق الزيدي من رواد العلوم الدينية والثقافة الاسلامية ولأجل ذلك كان الاخوان يبحثان دوماً عن جديد الكتب الاسلامية انتقل الاخوان إلى مدينة النجف الاشرف لمتابعة دراستهما في الحوزة العلمية. سكنا معاً في غرفة صغيرة وفي بيت متواضع في محلة الحويش قريباً من الصحن الشريف.. يعانيان من البرد القارص شتاءً ومن الحر الشديد صيفاً ومن العسر المادي ومضايقات الاجهزة الامنية.. على رغم من جميع هذه الصعوبات فقد تجاوزها الشيخ مشتاق فدرس على يد العديد من استاذة الحوزة حتى حضر البحث الخارج عند آية الله العظمى المرجع السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) والمرجع الشيخ محمد اسحاق الفياض(دام ظله) وعند اية الله الشيخ باقر الايرواني.. و حضر دروساً في العقائد والتفسير وفي التأريخ عند السيد سامي البدري، منح الشيخ مشتاق العديد من إجازات الرواية..
- اجازة آية الله العظمى الشيخ الفياض (دام ظله.)
- اجازة آية الله العظمى الشيخ بشير النجفي (دام ظله.)
- اجازة آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (دام ظله.)
- اجازة آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني (دام ظله.)
- اجازة الشيخ باقر شريف القرشي (قدس سره.)
- اجازة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني (دام ظله.)
- اجازة آية الله العظمى السيد مرتضى القزويني (دام ظله.)
ثم توجه الشيخ مشتاق نحو التحقيق ونحو التأليف إلى جانب دروسه فصدر له
- تحقيق وتعليق على كتاب الزهرات السوية في الروضة البهية وهو بثمانية اجزاء.. صدر منها ثلاثة اجزاء وجزءان في الطبع وثلاثة اجزاء هجرها مضطراً على الرغم من عزمه على اتمامها.
- تحقيق وتعليق على كتاب النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر.
- شرح مناسك الحج للسيد السيستاني (دام ظله.)
- نشر عدة حلقات في صحيفة صدى المهدي الصادرة عن مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عليه السلام).
عمل الشيخ مشتاق مسؤولاً عن إدارة مدرسة الميرزا جواد التبريزي (قدس سره) في النجف الاشرف.
كان الشيخ مشتاق متواضعاً سخياً لا يرغب في الشهرة.. يحب العلماء وطلبة العلم.. يمد يد العون للفقراء.. وكان يحب الشباب كثيراً وينسق بين أساتذة الجامعات وأساتذة الحوزة.. وينظم الدورات الدينية والثقافية بين طلبة الجامعات..
تدور مبادئ الاسلام ومحبة آل البيت مع دوران الدورة الدموية في جسده.. فهو مسلم محمدي علوي حتى النخاع.. سمع بفتوى المرجع آية الله العظمى السيد السيستاني فاخترقت عقله ووجدانه فكان من بين الاوائل الملبين لهذه الفتوى.. فطلقّ دنياه والتحق بقوات الحشد الشعبي المقدس فنظّم فوجاً اختار له ابن عمه وزوج أخته العقيد عماد الزيدي آمراً له..
دخل هذا الفوج معارك حاسمة.. سبايكر.. ومعارك بلد.. وآمرلي.. وشارك في معارك تحرير منطقة كراكول وآلبو حصوة وآلبو طارش والجمهورية والمطيرات وآلبو حشمة..
فتح العديد من المدارس وقد اغلقها داعش فتواصل مع المعلمين والمدرسين ومع عائلات التلاميذ ليحثهم على استئناف التعليم..
اعاد الكثير من العوائل النازحة في منطقة (خمسة طوير).. وعمل على سيادة الامن في المناطق التي رفعت الراية البيضاء، كما حدث في منطقة الجمهورية وآلبو حميد..
كان يقاتل بضراوة في معركة شرسة في آلبو حشمة وقد تناهى الى سمعه استشهاد صديقه العزيز الشيخ مصطفى. فذهل مما سمع فتوجه من دون تردد إلى حيث الشيخ مصطفى.. هرول نحوه آملاً في تقديم العون والمساعدة له وانقاذه.. وإذا برصاصة راصد له قد استقرت في رأسه فخر وسقط على الارض تاركاً دنياه وهو متلهف الى هذه اللحظة... لحظة الشهادة...