يا امّ البنين

{ المصدر : الموسوعة التوثيقية الكبرى لفتوى الدفاع عن عراق المقدسات }

يقول السيد حميد ناصر الشرع: في ليلةٍ شتائيةٍ ممطرةٍ كنّا نرابط في أحدى قرى منطقة الجزيرة التابعة الى سامراء، إذ كانت المنطقة عبارة عن بساتين مكتظة بالأشجار وكان الشارع العام بيدنا والعدو يهاجم من جهة البساتين.

رصد صاحب الناظور الليلي مجموعة كبيرة من الدواعش راجلة قادمة نحونا، إذ لا يمكن للسيارات أن تعبر بين البساتين، وكان عددنا قليلاً بالقياس إلى الاعداد التي ستهاجمنا. كانت الساعة الثامنة مساءً وقد نظرت إليهم عبر الناظور لأقدّر وقت وصولهم إلينا فتوقعت وصولهم قبيل الفجر، ثم قلت لإخوتي من الحشد الشعبي المرابطين: عليكم أن تحفروا خندقاً.

كنّا نخشى من أن يحددوا مكاننا إذا اشعلنا الضوء ويقصفوننا بالهاونات، فحفرت الاليات الخندق على ضوء مصباح يدوي صغير (لايت) وتم العمل ولكن بوقت اطول مما اعتقدت.

ثم إنّي كنت اسبّح الله واستغيث بالسيدة امّ البنين زوجة الامام علي (عليه السلام) وامّ سيدنا العباس (عليه السلام)، وكنت اطلب منها أن تغيثنا في هذه المعركة غير المتكافئة؛ فلم تغمض لي عين طوال الليل.

كان الجو بارداً والمطر ينزل ببطء، وقد نزل المقاتلون إلى الخندق ووضعوا فوقهم اغطية عن البرد والمطر وهم يحملون اسلحتهم بأيديهم، اما انا فبقيت واقفاً وقد اتكأت على السيارة والتحفت ببعض تلك الاغطية ثم وضعت فوقها كيساً كبيراً من البلاستك كي لا يصيبني المطر.

قبيل الفجر وأنا على تلك الحالة رأيت امرأة ترتدي عباءة سوداء وقد تغيرت من اشعة الشمس اسدلتها على وجهها فلم أستطيع ان اتعرّف عليها، رأيتها على بعد مسافة بيننا وبين العدو وكانت تمسك بيدها عصا طويلة؛ فخطّت بها على الأرض وكلّما تحرّكت وهي تخط يخرج جدار من نور من الأرض إلى عنان السماء وقد صار بيننا وبين العدو ساتر من النور ثم تلاشت عن الانظار حتى اختفت ثم تلاشى النور.

بعدها قلت لأصحابي انهضوا من الخندق فإنّ العدو لن يهجم!

فقالوا: وكيف عرفت ذلك؟ فقلت: أنتم بحماية السيدة امّ البنين وقد رأيتها قد وضعت ساتراً بيننا وبين العدو لن يخترقه الرصاص.. وفعلاً كان الاخوة المقاتلون مستعدين لهجوم العدو غير انّه لم يهجم من ذلك المكان؛ فقلت لهم: إن هذا من بركات السيدة أم البنين.