شجاعة متمرّد
يقول السيد علي ابراهيم آل مسافر: في أحـــدى ليالـــي الشتـــاء الممطـــرة كنّا نرابط مع قطعات الحشد الشعبي وقد جاءت الأوامر بمسك الأرض وعدم التقدّم؛ فأصرّ أحد المقاتلـــين أن يهجـــم على نقطـــة العدو القريبة منّا.
رفض آمر الوحدة ذلك وقال له: أنّ عملك هذا ليس فيه فائدة، وأنا لا أريد أن اخسرك. لكنّ الشاب كان مصرّاً على الذهاب لوحده مما جعل الآمر يغضب ويسحب منه البندقيّة.
لم يقتنع المقاتل الشاب بقرار الآمر فتسلّل في منتصف الليل إلى جهة العدو وقد حمل معه مجموعة من القنابل اليدويّة وقام برمي العدو بها؛ فقتل مجموعة من الدواعش المرابطين في تلك النقطة وانهزم الباقون، واستطاع أن يسقط النقطة.
بفعل عمله الشجاع هذا تمكّنا من تحرير تلك النقطة من أيدي داعش؛ فأثنى آمر الوحدة على المقاتل لشجاعته وهنّأه بالنصر.. على الرغم من أنه كان ممتعضاً من تمرده وعدم اطاعته للأوامر.
[ثم أردف قائلاً: في الحسابات العسكريّة يجب أن يعدم هذا المقاتل لعدم اطاعته للأوامر العسكريّة، وبعدها يكرّم بإقامة نصب تذكاري له دليلاً على شجاعته، ولكنّنا لا نعامل مقاتلي الحشد الشعبي كمعاملة الجيش النظامي].
في الصباح منح الآمر إجازة لهذا المقاتل الشجاع تثميناً لجهوده، وأكدّ في كلامه معه على ضرورة إطاعة الاوامر العسكريّة في ساحة المعركة.