عشق المقدّسات

{ المصدر : الموسوعة التوثيقية الكبرى لفتوى الدفاع عن عراق المقدسات }

في واحدة من أكثر البلدان تطوّراً من جهة الرفاه الاجتماعي والعيش الرغيد والامان فضلا عن الاجواء الخلّابة وجمال الطبيعة والمناخ الذي ليس له مثيل يعيش أبو زينب في السويد بعد أن هاجر من العراق لأسباب سياسيّة.

ما أن سمع نداء المرجعية للدفاع عن المقدّسات بعد اجتياح عصابات داعش لثلث مساحة العراق عاد إلى بلده متجاهلاً اراء أصحابه الذين حاولوا أن يثنوا عزيمته عن العودة إلى العراق قائلاً: (لقد اتخذت قراري).

بعد عودته الى العراق انظمّ إلى صفوف الحشد الشعبي في بداية تأسيسه وشارك في المعارك كلها ، ولكونه متمكّن مادياً لم يهتم بعدم صرف المعاش له من قبل المسؤولين في أول الأمر.

أثناء تواجده في الجبهة وبعد ما خاض بعض معارك اتصل به احد اصدقائه من المهجر طالباً منه الرجوع إلى السويد قائلاً له: لقد ادّيت ما عليك تجاه وطنك وزيادة.

فردّ عليه أبو زينب: لن ارجع إلّا إلى وادي السلام!

استمرّ بالمشاركة في معارك الشرف حتى سقط شهيداً مضرّجاً بدمه مضحّياً بالغالي والنفيس دفاعاً عن المقدسات، وبسبب انسحاب قطعات الحشد الشعبي بقيت جثته في أرض الحرام مع مجموعة من الشهداء الذين سقطوا معه.

بعد عدّة ايام قامت فرقة العباس القتاليّة التابعة للعتبة العباسيّة بعمليّة نوعيّة تمكنت من خلالها نقل جثامين الشهداء. تم نقل جثة الشهيد أبو زينب إلى أهله وقد حصل له تشييع مهيب من قبل ابناء عمومته بعدها نُقل إلى النجف الأشرف إذ حيث مرقد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) للزيارة والصلاة عليه، ومنه إلى مثواه الأخير في مقبرة وداي السلام كما كان يتمنّى.