الطائرات المسيّرة
مع ظلام الليل ويقظة المقاتلين وتزايد اعدادهم في جبال العطشانة غرب الموصل أدرك الدواعش عدم استطاعتهم المواجهة البريّة فقاموا بتكتيك جديد.. أرسلوا طائرات مسيّرة على طول الطريق الرابط بين القطعات الاماميّة والخلفيّة؛ فكانت تقصف كلّ شيء وهذه تقنية جديدة تم تطويرها من قبل العدو؛ فلم يتمكن المقاتلون من اسقاطها ولا يوجد عدو امامهم لمواجهته؛ فأعطوا خلال يومين ثمانين جريحاً وشلّت حركتهم وانقطعت الإمدادات عن القطعات الاماميّة وتمت محاصرتهم.. بعدها اتصلوا بالقطعات الخلفيّة واخبروهم بانتهاء الطعام والشراب وأنّهم بدأوا بالشرب من مياه الامطار.
في صباح اليوم التالي وصلت خلية الازمة والطوارئ التابعة إلى لجنة الارشاد والتعبئة بقافلة دعم لوجستي.. محملّة بالسلاح والمواد الغذائيّة بقيادة السيد (أبا ذر العوادي) وبرفقة بقية اعضاء اللجنة الى جبال العطشانة وفور وصولهم علموا بقصّة القطعات المحاصرة؛ فقال السيد العوادي لأصحابه لنذهب إليهم؛ فحذّره الضباط من خطورة الطريق وانّ الطائرات المسيّرة تقصف كلّ شيء، فضلا عن انّ السيارات التي تستخدمها لجنة الارشاد غير مصفّحة مما يزيد من خطورة الموقف، لكنّ السيد العوادي اصرّ على الذهاب وقال لهم: أن وصلنا انقذناهم وأن لم نصل فقد ادينا ما علينا أمام الله.
في ذلك الصباح تمكنوا من عبور الطريق قبل وصول الطائرات المسيّرة، ويبدو أن الطائرات تتزود عند الصباح بالوقود والذخيرة ثم تعود ثانيةً.
عندها وصلت القافلة إلى القطعات الاماميّة وقاموا بتوزيع المواد الغذائيّة على المقاتلين؛ ففرحوا بهم كثيراً وكانوا مستغربين من كيفيّة عبورهم الطريق!!
بعدها أخبرهم الرصد بانّ الطائرات المسيّرة قد عادت من جديد وربما سوف تحاصرون معنا في هذا المكان!؛ فاتصل السيد (أبا ذر العوادي) بمجموعة من القيادات العسكريّة ومكاتب المرجعيات في النجف الاشرف وأخبرهم بالوضع وطلب معالجة الموقف بأسرع ما يمكن.
عند منتصف النهار جاء خبراء عسكريون مختصون بكيفيّة التشويش على الطائرات المسيّرة وقاموا بالتشويش على مسار الطائرات بحيث لا تتمكن من القصف أو التصوير واستطاعوا السيطرة عليها واسقاط عدد منّها؛ فحسم الامر وعاد الطريق سالكاً.