تضحية وعزة نفس
خلال زيارات الشيخ مهيمن منفي جواد كاظم السعدي إلى جبهات القتال لتقديم الدعم والمرابطة شاهد مواقفاً كثيرة منها:
كان ضمن قطعات الحشد الشعبي قبل أن تصرف لهم معاشاتهم شابٌّ في مقتبل العمر وقمّة في التديّن والاخلاق وقد نقل عنه اصحابه أن حالته الماديّة يرثى لها فنادى عليه الشيخ مهيمن السعدي وتكلّم معه فقال الشاب: شيخنا هذه فرصة، كنّا في السابق نسمع بالجهاد والجهاد باب من أبواب الجنّة ولم نجاهد، أما الآن فالفرصة متاحة لنا ويجب استغلالها، ألم يقل الامام علي (عليه السلام): (اغتنموا الفرص فإنّها تمرّ مرّ السحاب)[1]؟ أين نجد مثل هذه الفرصة التي قد لا تتكرر؟
فقال له الشيخ من باب الاختبار: وعائلتك من لهم ومن يعينهم؟
فأجابه الشاب: هناك ربٌّ اسمه المعين لن ينسى عبده؟
ثم اعطاه الشيخ مبلغاً بسيطاً من المال وقال له: هذه هديّة من سماحة السيد السيستاني؛ فرفض أن يأخذها وقال للشيخ: يكفي أن توصل سلامي إلى سماحة السيد السيستاني.
من خلال اصحابه علم الشيخ مهيمن السعدي إنّه كان يمتلك خمسة وعشرون الّف دينار فقط، وقد ترك لعائلته تسعة عشر ألف وأبقى له اربعة آلاف، فيما صرف الفي دينار اجرة للسيارة التي اوصلته إلى المكان الذي يجتمع فيه المقاتلون قبل نقلهم إلى الجبهة.
وأخيراً قال للشيخ: لا احتاج للمال كي آتي إلى جبهات القتال مادام هناك من ينقلنا ذهاباً واياباً من بغداد إلى هنا.