من اللاين الى الصقلاويّة
يقول السيد أحمد ليلو الموسوي الشرع: كنّا في قافلة الدعم اللوجستي وقد توقفنا في منطقة اللاين غرب مدينة سامراء.. وزعنا المواد الغذائيّة وبعض المساعدات على المقاتلين وسلّمنا إلى قيادات الحشد الشعبي هناك بعضاً من العتاد الذي معنا، وابقينا جزءا منه لننقله إلى مكان اخر إذ سنزور قطعات أخرى.
في تمام الساعة التاسعة من تلك الليلة اتصل بي الحاج سلام مجهول أحد القياديين في فرقة الامام علي القتاليّة وأخبرني بحصول اشتباك عنيف في منطقة الصقلاويّة وهم بحاجة الى ذخيرة نوع (رصاص BKC).
في وقتها كان بحوزتنا أكثر من عشرين علبة ذخيرة من النوع الذي طلبه؛ فقلت لأصحابي هيا اصعدوا إلى السيارات من دون أن اوضّح لهم الامر، فظنّ بعضهم أننا نريد الذهاب إلى مدينة سامراء لنبيت ليلتنا عند حرم الامامين العسكريين (عليهما السلام)، لكنّهم تفاجأوا بسير القافلة باتجاه بغداد ولم تدخل إلى سامراء؛ فاقتربت أحدى سيارات القافلة من سيارتنا وقالوا: سيدنا الجليل إلى أين المسير في هذا الليل الموحش؟ فقلت لهم: إلى الصقلاويّة، وأطلعتهم على الامر.
فردّ أحدهم عليّ: إنّ هذه الطريق خطرة حتى في النهار فكيف سنقطعها في هذا الظلام الدامس؟
فأجبته: إنّ الله معنا.
عند بزوغ شمس الصباح وصلنا إلى الصقلاويّة، وكان الحاج سلام مجهول بانتظارنا؛ فسلّمنا له الذخيرة، وكان لقاؤنا به لبضعة دقائق فقط؛ لأنّ المعركة كانت حامية والاشتباك متواصل منذ الليلة البارحة.
عندها قررنا نحن رجال قافلة الدعم اللوجستي الاشتراك بالمعركة؛ فحملنا اسلحتنا وترجلنا من السيارات وقاتلنا معهم إلى أن تم حسم المعركة بصدّ الهجوم وهزيمة الدواعش.