أما ان تكون مع الحق أو تكون مع الباطل...!

{ المصدر : الموسوعة التوثيقية الكبرى لفتوى الدفاع عن عراق المقدسات }

التقى الزميلان وهما لم يرَ أحدهما الاخر منذ شهور فقد استجاب محمد لنداء المرجعية الشريفة في فتوى الدفاع الكفائي دفاعاً عن عراق المقدسات..

- أين أنت يا محمد.. غيبة طويلة..

- نعم غيبة طويلة.. والله يا مصطفى.. أنا التحقت بالحشد الشعبي.. استجبت للفتوى..

- أنت أين يا مصطفى.. أنا مشتاق إليك ولأخبارك..

- أنا في المرحلة الرابعة في كلية العلوم السياسية.. وهذه الأيام مشغول بكتابة بحث التخرج..

- وأنت أين يا محمد.. ماذا تدرس..

- انا أدرس في جامعة الحياة - كلية الجهاد في سبيل الله..

- اترك المزاح يا محمد وأخبرني عن دراستك..

- لا يا أخي أنا لا أمزح من قال لك أني أمزح.. أنا الان في قافلة المجاهدين الذين لبوا فتوى المرجعية الشريفة للدفاع عن عراق المقدسات..

- صحيح تتكلم

- نعم

- ودراستك ومستقبلك...!

- مستقبلي بهذا التطوع الشريف..

- كيف؟     

- دعني أسالك... ما هدفك في هذه الحياة..

- لا شك أن هدفي أن أعيش مرتاحاً ومثقفاً وناجحاً..

- جيد.. كيف تكون مرتاحاً ومثقفاً وناجحاً؟

- أكون كذلك عندما أنأى بنفسي عن المشاكل واتوجه إلى دراستي..

- جيد كيف تنأى عن نفسك وأنت ترى أمامك الصراع بين الحق والباطل.. فهل تبقى واقفاً على التل متفرجاً...!!

الإنسان العاقل والمؤمن أما أن يكون مع الحق أو أن يكون مع الباطل.. أذكرك بموقف الزبير بن العوام فقد خرج عن الحق نحو الباطل في معركة الجمل عند تردده بين الحق الذي مثله الأمام علي (عليه السلام) وبين الباطل الذي مثله الخوارج.. اختار الزبير طريقاً ثالثاً، كما اعتقد، فهو لم يقف الى جانب الأمام علي ولم يكن مع الخوارج.. إلا أنه في حقيقة الامر كان مع الباطل.. إذا ما ترك الانسان الحق فهو طبيعي أن يكون مع الباطل.. وهذا يعني يا مصطفى أنت اذا لم تكن ضد داعش فأنت معه وإن لم تبايعه.. وأقول لك يا أخي مصطفى.. كيف تحقق النجاح؟ لولا جموع الشباب المتطوعين للدفاع عن العراق كيف أنت وغيرك من طلبة الجامعات ستواصلون دراستكم.. سوف يغلق هؤلاء الدواعش الظلاميون الجامعات ولا يمكنك أن تحصل على شهادتك الجامعية.. وسوف لا تحقق أي حلم من احلامك.. أخي إن نجاحك هو نجاحك في الحياة.. نجاحك عندما تكون مع بلدك مع ناسك.. تدافع عن مقدساتك..

- والله صحيح يا محمد.. يبدو أنك قد نجحت عليّ في هذا الحوار..

- لا.. لا.. أنا لا أقصد الفوز عليك.. نحن لسنا في تنافس ضدّ بعضنا.. بل بصدد أن ننقد مواقفنا وأن نكون مع الحق.. ومع الحقيقة.. الان يا مصطفى أسألك.. كم قدم شباب الحشد الشعبي من خدمة جليلة للوطن.. وللشعب.. وللدين.. والايمان..

- نعم يا أخي لولا هم لما استطعنا الحصول على النوم ولا على الطمأنينة ولا على بقاء الوطن وبقاء المقدسات.. نورتني.. الله يجزيك الحسنات.. إن شهداء الحشد هم أفضل منا جميعاً.. فغاية الجود هو الجود بالنفس.. أنصرف الزميلان كل إلى بيته وهو محمل بأفكار ومشاعر وأحاسيس جمة.