هجمة مرتدة
يقول المجاهد عيدان فهد عبيد: في الخامـــس والعشرين من كـــانون الاول عام الفين وخمسة عشر تعرض ساتر الحشد الشعبي الذي نرابط عنده في سامرّاء لهجوم من قبل الدواعش.. استمرت المناوشات إلى ما بعد صلاة الظهر.
عند زوال الشمس قام الشيخ جواد الجبوري واذّن للصلاة مستخدماً جهازاً مكبراً للصوت؛ فتعالت تكبيراته مع (اشهد انّ علياً ولي الله) في أرض المعركة.. بعدها قال لنا رجال الدين المرابطون معنا قوموا لصلاة الجماعة؛ فأدّينا الصلاة خلف الساتر تحت وابل الرصاص ووقف اثنان من المقاتلين يشاغلان العدو الذي لا يبعد عنّا سوى ثلاثمائة متر.
بعد اكمال الصلاة انطلقنا للهجوم من ثلاثة محاور بمساندة طيران الجيش وعلت اصوات المقاتلين بـ(لبيكِ يا زهراء) فارتفعت الهمم وتقدمت الجموع وهلهلت البنادق.
كان الدواعش يتمركزون في بيت كبير محصّن مؤلّف من دورين يسمى (بيت محمد الكَصّاب) وهم منتشرون حوله وقد جعلوه نقطة للانطلاق نحو مركز مدينة سامراء.
اثناء التقدم قصفت الطائرة وكر الدواعش (بيت محمد الكَصّاب) فسقط منهم خمسة وعشرون قتيلاً الى جانب من جرح، وانكسرت شوكتم وانهزم الباقون؛ فواصلنا التقدم حتى احكمنا السيطرة على نقاطهم واعدنا ترتيب الساتر.
بعد ذلك جاءتنا معلومات من استخبارات الشرطة الاتحادية تفيد بأنّ هناك جماعة تحاول قصف قبّة الامامين العسكريين بالهاونات، وبعد تحديد مكانها انطلقنا نحوهم وحاصرنا المكان فوجدناهم يختبؤون بين القصب والاحراش بحيث تصعُب رؤيتهم من بعيد.
بعد محاصرة دامت أقل من ربع ساعة ونداء بمكبرات الصوت على أن يسلّموا أنفسهم لم يتم إطلاق أيّة رصاصة وخرجوا مستسلمين، وكانوا خمسة افراد من الدواعش ومعهم سلاح نوع هاون اثنان وثمانون ملم ومجموعة من القنابر (ذخيرة الهاون) فضلا عن اسلحة خفيفة.
عندما أردنا ان نوثق أيديهم لاحظنا أحدهم مقطوع اليد اليسرى وبعد تحقيق سريع في نفس المكان قالوا: هذا هو الرامي وهو خبير بهذا النوع من الاسلحة وقد قطعت يده في أحدى المعارك ضد الحشد الشعبي.
اخذناهم إلى مقر الحشد الشعبي وغنمنا الاسلحة، ثم جاءت الاوامر بتسليم الاسرى إلى الشرطة الاتحادية؛ فسلمناهم.