وقال (عليه السلام) وقد رجع من صفين، فأَشرف على القبور بظاهر الكوفة: يَا أَهْلَ الدِّيَارِ الْـمُوحِشَةِ، وَالْـمَحَالِّ الْـمُقْفِرَةِ([1])، وَالْقُبُورِ الْـمُظْلِمَةِ. يَا أَهْلَ التُّـرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْدَةِ، يَا أَهْلَ الْوَحْشَةِ، أَنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ، وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ لاَحِقٌ، أَمَّا الدُّورُ فَقَدْ سُكِنَتْ، وَأَمَّا الأزْوَاجُ فَقَدْ نُكِحَتْ، وَأَمَّا الأمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ. هذَا خَبَرُ مَا عِنْدَنَا، فَمَا خَبَرُ مَا عِنْدَكُمْ؟
[1] ـ المقفرة: من أقفر المكان إذا لم يكن له ساكن ولا نابت .