الصـــــد ...

{ المصدر : الموسوعة التوثيقية الكبرى لفتوى الدفاع عن عراق المقدسات }

. (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون..) نادراً ما تفارق هذه الآية الكريمة شفتي الشيخ المجاهد جليل الاسدي(*)... يتمتم الشيخ الجليل بهذه الآية.. ويفكر فيذهب بعيداً.. يسرح بأفكاره إلى ما وراء الافق.. ماذا عليّ أن انفق حتى أنال الشهادة... انها البر الأعظم... ماذا.. ماذا.. ؟ في يوم من أيام الجهاد المقدس في منطقة ناظم الثرثار هجم الاعداء المارقون فكان من أوائل المتصدين لهم وابناؤه معه مع اخوته المجاهدين.. يقاتل وقد شق صوته عنان السماء وهو يهتف للحق والبطولة والشجاعة.. حمى وطيس المعركة فأرسل عليهم العدو الحاقد سيارة مفخخة.. هرول المجاهدون نحو الخنادق والسواتر.. فلم يكن لديهم سلاح لمعالجة هذه السيارة المفخخة.. هرول الشيخ جليل الاسدي صوب سيارته.. هذا ما ظنه المجاهدون بدأ أن الشيخ يحاول الهروب بسيارته ..استقل الشيخ سيارته ووجهها امام السيارة المفخخة ونزل منها مسرعاً ليرمي بنفسه في خندق قريب منه.. مرت لحظات مسرعة وقلقة حتى اصطدمت السيارة المفخخة بسيارة الشيخ.. فانفجرت دون أن تصل شظاياها إلى احد المجاهدين.. كبر المجاهدون وانسل الشيخ من بين الجموع ليقف على بقايا سيارته وهو يصيح بصوت منتصر لبيك يا حسين.. لبيك يا حسين.. رفع وجهه إلى السماء الزرقاء.. ودموعه تجري على خديه.. يا رب هذه سيارتي تقطعت وتحولت إلى اشلاء حتى تأتي اللحظة.. يا ربي أنا انتظر حتى تأتي اللحظة التي يتقطع فيها جسدي فداءً لأبي عبد الله الحسين.. الهي ارزقني الشهادة.. ارزقني كرامة الشهادة.. مر يوم واحد ومنَّ الله سبحانه وتعالى عليه بالشهادة فتحققت امنيته بعد صبر طال...