ابٌ بين أولاده
كان بريق عينيّه الغائرتين يخبر عن بعد نظره ومدى خبرته بالحياة، وتجاعيد وجهه تحكي لنا تعب السنين.
أخبروني أنّه مرابط على الساتر ولم ينزل إلى اهله منذُ ثلاثة أشهر، فقلت له: لو عرضنا عليك النزول لترى اولادك وأحفادك فماذا تقول؟
فردّ عليّ: أنّ سبب بقائي بين هذه الثلّة المباركة وأنا بعمر آبائهم واجدادهم لأشدّ من عزيمتهم فيزدادون اصراراً على الدفاع.. انهم قد تركوا الأهل والاولاد أيضا.. وعندنا.. في دعاء أهل الثغور عن الامام زين العابدين (عليه السلام): (اللَّهُمَّ... وَأَنْسِهِ ذِكْرَ الاهْلِ وَالْوَلَدِ)[1] ، فلربما أصبحنا مصداقا، امّا عن سؤالك عن اولادي واحفادي؛ فهؤلاء الابطال كلّهم اولادي، وأنا ارى الأمل ونصر الوطن بوجودهم.
[1] الإمام زين العابدين (عليه السلام)، الصحيفة السجادية، تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام)، الطبعة الأولى (25/ محرم الحرام/ 1411ه). ص ١٣٥.