متعففون لكنهم أغنياء
يقول الشيخ حسين البهادلي: طوال الخدمة الجهاديّة صادفتني مواقف لعائلات واشخاص لا يملكون قوت يومهم ولا الامكانيّة الجسديّة كي يضحّوا بأجسادهم، فماذا يفعلون بحبهم الجياش لأهل البيت (عليهم السلام)؟ وكيف يقدمون شيئاً لفتوى الجهاد الكفائي؟
لقد ابتدعوا طرقاً عديدة في تقديم الدعم للمقاتلين من أجل المقدسات وإليك البعض منها:
- وجدت في مدينة الحلّة في منطقة القوام مكان ولادة النبي إبراهيم (عليه السلام)، العوائل الفقيرة غير قادرة على الدعم تطلب منّا ان تصنع الخبز للمقاتلين بعد ان نقدّم لهم مواده من الطحين والخميرة.
- وجدت في منطقة الشورجة احدى مناطق بغداد العائلات تطلب منّا ان يصنعوا المعجنات (الكليجة) للمقاتلين بعد ان نوفر لهم موادها.
- وجدت آخرين يقتاتون في معيشتهم على عمل سيارة اجرة او سيارة حمل، ووضعوا تلك السيارة لخدمة الموكب وخدمة المقاتلين، وكانت عائلاتهم لا تجد من يوفّر لها حاجياتها البسيطة أيام خروج ربّ الاسرة لخدمة المقاتلين.
- وجدت الامهات يتضرّعن بالدعاء عند مراقد المعصومين (عليهم السلام) كي يحفظ الله العراق وابناءه.
- وجدت الآباء يذرفون الدموع لأن الجهاد صار في زمن شيخوختهم.
- وجدت الاطفال يلهجون بهتافات النصر وشرف المرجعيّة.
- وجدت الاخوات والزوجات يستحضرن امامهنّ صورة السيدة زينب (عليها السلام) وهي تقدّم لأخيها الحسين (عليه السلام) جواد المنيّة؛ فيهيئن لأزواجهنّ واخوانهنّ ثياب القتال، وربّما تكون اكفان المنيّة!
وجدت.. ووجدت.. ووجدت.. الخ، أشياء لو لم ارها بعيني ولم المسها بوجداني لقلت: إنّها خرافة من خرافات الهنود الحمر أو مغامرة، أو جنون، أو ضرب من الخيال، وصدق الله العظيم حين يقول في كتابه الكريم:
﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾[1]