عدوٌ مستميت
في ليلة مقمرة من ليالي الربيع إذ الاجواء الصحوة كانت ترابط مجموعة من قوات الحشد الشعبي تتمركز في منطقة الصقلاويّة أحدى مناطق محافظة الانبار، وكانت لتلك النقطة التي يرابطون فيها أهميّة كبيرة لكونها صمام الامان لناظم التقسيم؛ فبمجرّد السيطرة عليها تصبح منطقة ناظم التقسيم بالكامل تحت مرمى النيران.
في تلك الليلة تسللت مجموعة من الدواعش ممن يحملون الجنسيّة السعوديّة، وكانوا معروفين بحقدهم وكرههم وبشاعة جرائمهم مع العراقيين، تقدّمت تلك المجموعة على شكل نسق وامامهم قائدهم يحمل سلاحين أحدهما امريكي نوع (m16) بيده والآخر روسي نوع (كلاشنكوف) وراء ظهره، ويحمل معه ما يقارب ألف رصاصة على شكل اشرطة موزّعة على جسده.
و كان رجال الحشد الشعبي يتناوبون على الحراسة، وكانت فترة واجب السيد عبد الرضا من أهالي الشنّافيّة التابعة إلى محافظة الديوانيّة، ومعه مقاتل آخر على الرصد؛ فنادى صاحب الرصد عبر جهاز المناداة على السيد عبد الرضا واخبره بقدوم المجموعة واعطاه تفاصيل كاملة عن المجموعة؛ فقام السيد عبد الرضا بعد أن حدد اتجاههم فصوب على الداعشي صاحب السلاحين وارداه قتيلاً، فتخلخلت موازين العدو لمقتله، ثم حصل الاشتباك؛ فنهض مقاتلو الحشد الشعبي واسرعوا إلى الساتر، وكان المقاتلون يرسلون الموت من افواه بنادقهم إلى صدور اعدائهم.
لكنّ الأعداء لم يتراجعوا وهم يحاولون الاقتحام بايّ ثمن على الرغم من مرارة الموت التي يجدونه في كلّ لحظة من مقاتلي الحشد الشعبي الذين يحصدون ارواحهم الواحد تلو الآخر. استمر إطلاق النار حتى طلوع الفجر، وعند حلول الصباح تقدمت قوات الحشد الشعبي فوجدوا الجثث في المكان وكلّهم من اصول سعوديّة ولم ينج أحد منهم.