وقال (عليه السلام): لَقَدْ عُلِّقَ بِنِيَاطِ([1]) هذَا الإِنْسَانِ بَضْعَةٌ([2]) هِيَ أَعْجَبُ مَا فِيهِ: وَذلِكَ الْقَلْبُ، وَلَهُ مَوَادٌّ مِنَ الْـحِكْمَةِ وَأَضْدَادٌ مِنْ خِلاَفِهَا، فَإِنْ سَنَحَ لَهُ([3]) الرَّجَاءُ أَذَلَّهُ الطَّمَعُ، وَإِنْ هَاجَ بِهِ الطَّمَعُ أَهْلَكَهُ الْـحِرْصُ ، وَإِنْ مَلَكَهُ الْيَأْسُ قَتَلَهُ الأسَفُ، وإِنْ عَرَضَ لَهُ الْغَضَبُ اشْتَدَّ بِهِ الْغَيْظُ، وَإِنْ أَسْعَدَهُ الرِّضَا نَسِيَ التَّحَفُّظَ، إِنْ غَالَهُ الْـخَوْفُ شَغَلَهُ الْـحَذَرُ، وَإِنِ اتَّسَعَ لَهُ الأمْنُ اسْتَلَبَتْهُ الْغِرَّةُ، وَإِن أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَضَحَهُ الْـجَزَعُ، وَإِنْ أَفَادَ مَالاً أَطْغَاهُ الغِنَى، وَإِنْ عَضَّتْهُ الْفَاقَةُ شَغَلَهُ الْبَلاَءُ، وَإِنْ جَهَدَهُ الْـجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضَّعْفُ، وإِنْ أَفْرَطَ بِهِ الشِّبَعُ كَظَّتْهُ([4]) الْبِطْنَةُ، فَكُلُّ تَقْصِيرٍ بِهِ مُضِرٌّ، وَكُلُّ إِفْرَاطٍ لَهُ مُفْسِدٌ([5]).
[1] ـ النياط: عرق متصل بالقلب.
[2] ـ البَضعة ـ بفتح الباء ـ : قطعة من اللحم .
[3] ـ سنح له: بدا وظهر .
[4] ـ كظّته: آلمته وكربته .
[5] ـ رواه الكليني (ت 329) في الكافي 8: 21، والشيخ الصدوق (ت 381) في علل الشرائع 1: 109 ح 7، وابن شعبة (ق 4) في تحف العقول: 95 في ضمن خطبة الوسيلة، والشيخ المفيد (ت 413) في الإرشاد 1: 301 .