الشهادة والمسبحة...
جرح صديقه فوقع على أرض العدو.. ولم يستطع التراجع.. سمعه النقيب حسن وهو يستنجد به.. فهو صديقه واخوه في الإيمان والجهاد.. فلم يتمكن النقيب إلا أن يلبي هذه النجدة فتوكل على الله واخترق رشات الرصاص المستمرة دون انقطاع.. ومسبحته ملفوفة على كفه الايمن.. اقترب منه قليلاً فإذا بإحدى الرصاصات الطائشة تمنع النقيب من اسعاف زميله فسقط على أرض الحرام شهيداً.. فكانت مسبحته السوداء الرفيقة التي لم تفارقه سنين طوال حتى في هذه اللحظة قد تلطخت بدمائه الزكية.. بعد هدوء عاصفة الرصاص سحبه اخوته خارج الأرض الحرام.. سحب احدهم أخذ المسبحة وخاطبها بعد ان رفعها امام الجمع
كم أنتِ وفيّة.. كم أنتِ مخلصة.. كنتِ معه في شبابه المبكر.. وفي أيام العسكرية إذ دخل الشهيد الكلية العسكرية.. وحصل على رتبة ملازم ثم ملازم أول.. ثم نقيب.. ثم شهيد وانتِ لم تفارقِي يده ومعصمه.. نم يا أخي حسن الدراجي فبعدك أخوة في الاسلام يواصلون الدرب حتى تحقيق النصر على الخارجين عن الدين...