[19] ومن كتاب له (عليه السلام) إلى بعض عماله([1])
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ دَهَاقِينَ([2]) أهْلِ بَلَدِكَ شَكَوْا مِنْكَ غِلْظَةً وَقَسْوَةً، وَاحْتِقَاراً وَجَفْوَةً، وَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَهُمْ أَهْلاً لأَنْ يُدْنَوْا لِشِرْكِهِمْ، وَلا أَنْ يُقْصَوا وَيُجْفَوْا لِعَهْدِهِمْ، فَالْبَسْ لَـهُمْ جِلْبَاباً مِنَ اللِّينِ تَشُوبُهُ بِطَرَفٍ مِنَ الشِّدَّةِ، وَدَاوِلْ([3]) لَـهُمْ بَيْنَ الْقَسْوَةِ وَالرَّأْفَةِ، وَامْزُجْ لَـهُمْ بَيْنَ التَّقْرِيبِ وَالإِدْنَاءِ، وَالإِبْعَادِ وَالإِقْصَاءِ، إِنْ شَاءَ اللهُ.
[1] ـ رواه باختلاف البلاذري (ت 279) في أنساب الأشراف: 161.
[2] ـ الدهاقين: الزعماء أرباب الأملاك بالسواد.
[3] ـ داول: اسلك فيهم منهجاً متوسطاً.