عريس الحشد...
كان يمشي منفردا.. وقد شغل باله أمر ما.. تنبه الى لنفسه فاذا هو قد ابتعد كثيراً عن مكانه واقفل راجعا.. سمع صوت بكاء اخذ يدنو منه شيئاً فشيئاً دون ان يشعر به احد.. وصل إلى شجرة كبيرة معمرة.. فأحس انه اقترب من الصوت.. فتفحص الشجرة وما حولها وإذا بأحد المجاهدين يبكي بنحيب مخنوق ودموعه تجري على خديه المتربين.. حاول أن يقترب منه أكثر فسمعه وهو يتكلم مع نفسه (سيدي لقد مر عصر هذه الجمعة وأنت لم تظهر لنا).. هل ان ذنوبنا هي التي تمنعك من الظهور؟ أو إن الظالمين الاعداء الذين منعوك ؟ اذا ما كانوا هم السبب فما ذنب المشتاقين إليك؟.. كان هذا المجاهد كما عرف عنه يهتم بمساعدة الفقراء.. فكان يحب صدقة الليل.. إذ يقوم ليلاً في كل شهر بتوزيع المواد الغذائية على الفقراء والمساكين.. يسأله بعض من هؤلاء الفقراء.. بثواب من هذه المساعدات حتى نقرأ له الفاتحة.. يجيبهم.. فقط ادعو لصاحب الزمان الفرج.. سقط العريس الذي لم يمض على زواجه سوى شهرين مضرجاً بدمائه الطاهرة بعد أن نالت منه رصاصة طائشة.. فسلام عليك أيها الشهيد السيد حسين الموسوي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا...