الفتى اللص

{ المصدر : الموسوعة التوثيقية الكبرى لفتوى الدفاع عن عراق المقدسات }

في أحدى زيارات السيد أحمد ليلو حسين الموسوي الشرع بقافلة الدعم اللوجستي إلى قطعات الحشد الشعبي في جبال مكحول سمعهم ينادون (الحرامي) على مقاتلٍ شابّ عمره يقارب السبعة عشر عاماً، وكان رشيقاً سريع الحركة يتنقّل بخفّة ومهارة عالية في المناطق الوعرة؛ فنادى عليه السيد أحمد الشرع وسأله: لماذا يسمونك (الحرامي)؟

فأجاب المقاتل الشاب: في أحد الايام وبينما نحن نرابط هنا رأيت أحد الدواعش قام بنصب هاون نوع ستين ملّم على قمّة الجبل ثم نزل من الجبل ليجلب الذخيرة (قنابر الهاون) كي يقصفنا بها.

كانت المسافة بيننا وبينه قرابة المائتي متر؛ فاستغليت مدة نزوله وهرولت نحو الهاون ووضعته على ظهري وانطلقت به قبل أن يعود الداعشي غير مبالي برصاص الدواعش الذين احسّو بي وسلكت طريقاً خلف الصخور وكنت اسمع الرصاص ينهمر ولم يصل الي، وبحمد الله نجوت على الرغم من محاولتهم قتلي، ومنذُ ذلك اليوم صار المقاتلون ينادوني بـ(الحرامي) من باب اللطيفة.

عند سماع قصّته قال له السيد أحمد الشرع: وهل تم تكريمك على هذا الموقف البطولي؟ فسكت المقاتل، واجاب بدلاً عنه آمر الفصيل الشيخ حسن الشبكي بتهكّم: نعم، فمنذُ أربعة أشهر لم تصل إلى كلّ القاطع معاشات من الحكومة الموقّرة!

تأثر السيد أحمد الشرع بذلك وقام بتوزيع مساعدات ماليّة على جميع المقاتلين في القاطع البالغ عددهم اربعمائة مقاتل بما جادت به عليه أيدي المؤمنين من تبرعات في مسجد الحنّانة المبارك.