لا تظلمني...

{ المصدر : الموسوعة التوثيقية الكبرى لفتوى الدفاع عن عراق المقدسات }

كنت آمر فصيل وقواتنا على مشارف مدينة تكريت تعد العدة لمباشرة الهجوم على الدواعش في هذه المدينة في عمليات لبيك يا رسول الله.. طلب مني آمر القوات ان اختار عشرة مقاتلين.. اخترت (10) مقاتلين ولم يكن هو واحدا منهم..

وقعت عيناي عليه واذا به يبكي وقد سالت دموعه على خديه دنا مني وطلب الاذن بالانصراف وانصرف.. كانت الساعة الثامنة مساءً.. جلسنا نتحدث عن كيفية بدء الهجوم.. استمرت احاديثنا حتى الساعة الثانية عشرة.. اردت التوجه إلى النوم.. فاجئني أحدهم والتمس مني أن لا اتوجه إلى النوم.. لماذا...؟

قال لي أن السيد ما زال يبكي وينحب منذ عرف انه لن يشارك بهذا الهجوم.. تأملت كثيراً..إنه الالم المفرح والسار عندما ترى العقيدة تغلب على الموت.. ذهبت إليه وتحدثت معه حديث المحب.. لكنه اجابني (شيخي لعد أني آلمن جاي إذا ما تدخلني الهجوم)..

لم يكن لديّ جواب لسؤاله هذا... فابتسمت.. وقلت له.. بخدمتك ستدخل معنا الهجوم.. فارتاح لهذا الموقف وهدأت اساريره وشقت وجهه ابتسامة عريضة وقبلني في رأسي.. وذهب إلى مكان نومه... جلست القر فصاء وجالت افكاري في الفضاء الواسع.. وأنا اتساءل لماذا هذا البكاء؟ ماذا؟ هل تم قطع راتبه؟ لماذا؟ ماذا في الهجوم غير التعب والمشقة والموت! وغير الرصاص والصواريخ والقاذفات..!! نعم في الهجوم.. إلى جانب كل ذلك الشهادة في سبيل الله.. وهذا ما يعشقه السيد حسين البطاط.. وما ناله.. فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا...