لا يزيد بعد اليوم
يقول الشيخ محمد كريم خلف العبودي: كنّا أنا والشيخ تحسين المنصوري متّوجهين مع قطعات الحشد الشعبي من محافظة نينوى باتجاه الحويجة التابعة إلى كركوك، وأثناء المسير جاءت النداءات تفيد بتعرض لواء 66 إلى هجوم؛ فغيّرت القطعات مسارها واتجهنا نحو مقر اللواء في قرية الحاج علي مقابل تلول البعاج في نينوى، وعندما وصلنا وجدنا الجنود بمعنويات منهارة ويرومون الانسحاب.. صادف ذلك اليوم الاول من شهر محرم الحرام.. بمجرّد أن وصلنا هتف الشيخ تحسين المنصوري بأعلى صوته: لبيك يا حسين..
وهتفت الجموع خلفه بهذا النداء، ولمّا سمع الدواعش هتافاتنا وكانوا قريبين منّا ردّوا علينا: لا حسين بعد اليوم..
فتأثّر الحاضرون من الجيش والحشد الشعبي بندائهم ونادى اغلب من كان هناك: (لبيك يا حسين.. لبيك يا حسين..)، وثارت بهم روح الدفاع عن المقدّسات واستعرت نار المعركة من جديد، ثم نادى منادٍ من الحشد الشعبي: لا يزيد بعد اليوم..
فجاوبه منادي داعش: لا حسين بعد اليوم..
فتعالت اصوات الجيش والحشد الشعبي مع اصوات القذائف: لبيك يا حسين.
لا يوجد من يفكر بالانسحاب في تلك اللحظات لأنها اصبحت معركة عقدية، وكأنّهم رجعوا إلى معركة الطف التي وقعت بين جيش الامام الحسين (عليه السلام) وجيش يزيد بن معاوية (لعنه الله).
كان بالقرب منّي يقف ضابط من الجيش فأردت أن ازيد من حماسة المقاتلين فطلبت منه جهاز المناداة وصحت بصوت عالٍ: لبيك يا حسين.. لبيك يا حسين..
كانت هناك اجهزة تنصّت لدى الجيش وهي كذلك موجودة عند الدواعش فسمع صاحب وحدة المراقبة أحد الدواعش يقول بلهجة خليجية.. هذا الي يصيح لبيك يا حسين يبه (كصو لو لسانو). فلمّا أخبروني بذلك قلت للجنود: نحن من سيقطع ألسنتهم هذا اليوم. في تلك الساعات قاتل ابناء الجيش والحشد الشعبي ببسالة وشجاعة فائقة فثبتوا بالمكان حتّى تمكّنوا من صدّ الهجوم واجبروا الدواعش على التراجع ببركة الامام الحسين (عليه السلام).