100%
فتوى الجهاد الكفائي المقدسة

النصائح والإرشادات

نصائح وتوجيهات المرجعية العليا للمقاتلين وغيرهم ابان التصدي لكيان داعش الإرهابي[1]

  • مسؤولية التصدي للإرهابيين ومقاتلتهم هي مسؤولية الجميع ولا يختص بطائفة دون اخرى او بطرفٍ دون آخر لانهم ... صرّحوا بأنهم يستهدفون جميعَ المحافظات، ولا سيما بغداد وكربلاء المقدسة والنجف الأشرف.. فهم يستهدفون كُلَّ العراقيين وفي جميع مناطقهم .
  • الشعب العراقي الذي عُرِفَ عنه الشجاعة والإقدامُ، وتحمّلُ المسؤولية الوطنية والشرعية في الظروف الصعبة؛ أكبرُ من هذه التحديات والمخاطر. فإنّ المسؤولية في الوقت الحاضر هي حِفْظُ بلدنا العراق ومقدساته من هذه المخاطر، وهذه توفر حافزاً لنا للمزيد من العطاء والتضحيات في سبيل الحفاظ على وحدة بلدنا وكرامته، وصيانة مقدساته من أن تهتك من قبل هؤلاء المعتدين.
  • لا يجوز للمواطنين الذين عهدنا منهم الصبر والشجاعة والثبات في مثل هذه الظروف أن يدبَ الخوفُ والاحباطُ في نفسِ أيِّ واحد منهم، بل لابد ان يكون ذلك حافزاً لنا لمزيد من العطاء في سبيل حفظ بلدنا ومقدساتنا. قال تعالى في محكم كتابه الكريم:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[2]. وقال تعالى: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[3]. وقال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[4]. وقال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)[5]. وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)[6].
  • القيادات السياسية امام مسؤولية تاريخية ووطنية وشرعية كبيرة.. وهذا يقتضي توحيد موقفها وكلمتها، ودعمها واسنادها للقوات المسلحة.. ليكون ذلك قوة إضافية لأبناء الجيش العراقي في الصمود والثبات.
  • إن دفاع أبنائنا في القوات المسلحة وسائر الأجهزة الامنية هو دفاع مقدس، ويتأكد ذلك حينما يتضح ان منهج هؤلاء الارهابيين المعتدين هو منهج ظلامي بعيد عن روح الاسلام، يرفض التعايش مع الآخر بسلام، ويعتمد العنف وسفك الدماء، وإثارة الاحتراب الطائفي وسيلة لبسط نفوذه وهيمنته على مختلف المناطق في العراق والدول الاخرى.
  • يا أبنائنا في القوات المسلحة.. إنكم امام مسؤولية تاريخية ووطنية وشرعية، واجعلوا قصدكم ونيتكم ودافعكم هو الدفاع عن حرمات العراق وحدته،  وحفظ  الأمن للمواطنين، وصيانة المقدسات من الهتك، ودفع  الشر عن هذا البلد المظلوم وشعبه الجريح.
  • تؤكد المرجعية الدينية العليا دعمَها واسنادَها لكم، وتحثكم على التحلي بالشجاعة والبسالة والثبات والصبر، وإنَّ من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضهم؛ فإنه يكون شهيداً إن شاء الله تعالى.
  • المطلوب ان يحث الأبُّ ابنه والأمُّ ابنها والزوجةُ زوجها على الصمود والثبات دفاعاً عن حرمات هذا البلد ومواطنيه.
  • ان طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه، وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي (بمعنى ان من يتصدى له وكان فيه الكفاية بحيث يتحقق الغرض وهو حفظ العراق وشعبه ومقدساته يسقط عن الباقين) وتوضيح ذلك بمثال أنه إذا تصدى عشرة آلاف وتحقق الغرض منهم سقط عن الباقين فإن لم يتحقق وجب على البقية وهكذا.
  • على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الارهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم... عليهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية.[7]
  • المطلوب من الجهات المعنية تكريم الضباط والجنود الذين أبلوا بلاء حسناً في الدفاع والصمود وتقديم التضحيات، تكريمهم تكريماً خاصاً، لينالوا استحقاقهم من الثناء والشكر، وليكون حافزاً لهم ولغيرهم على أداء الواجب الوطني الملقى على عاتقهم.
  • الدعوة الى التطوع للدفاع الكفائي موجهة الى جميع العراقيين بكافة قومايتهم واديانهم ومذاهبهم.
  • دعوة التطوع هي للانخراط في القوات الأمنية وليس لتشكيل ميليشيات مسلّحة خارج أطار القانون. كما دعت الجهات المختصة الى منع المظاهر المسلحة وتنظيم عملية التطوع.
  • المرجعية العليا توجه شكرها وتقديرها البليغ لمئات الآلاف من المواطنين الأعزاء الذين استجابوا لدعوتها وراجعوا مراكز التطوع في مختلف أنحاء العراق مع التأسف لما حصل للكثير منهم من الأذى نتيجة عدم توفّر الاستعدادات الكافية لقبول تطوعهم.
  • دعوة العراقيون الى مزيداً من التكاتف والتلاحم فيما بينهم والتخفيف من معاناة النازحين والمهجرين وإيصال المساعدات الضرورية لهم. كما دعت تجار المواد الغذائية وغيرها مما يحتاج اليها عامة الشعب ان يراعوا الأنصاف ولا يعمدوا الى رفع الأسعار ولا يحتكروا الأطعمة التي تشكّل قوت الناس لأنه غير جائز شرعاً ولا ينسجم مع مكارم اخلاق العراقيين[8].
  • دعوة جميعَ أفراد القوات المسلحة وجميعَ المواطنين الى الحذر من الاشاعات المغرضة للأعداء  فان الإشاعة من الأسلحة الفتّاكة التي يستخدمها الأعداء لتضعيف معنويات افراد القوات المسلحة والمواطنين. والمأمول من وسائل الاعلام التصدي لتكذيب تلك الإشاعات الخطيرة خصوصاً تلك الأخبار الكاذبة التي تصدر من الوسائل الإعلامية ذات الأهداف المشبوهة..
  • الابتعاد عن أي شحن إعلامي طائفي أو قومي بين مكونات الشعب العراقي...لأنه بجميع قومياته وطوائفه.. بعربه وكرده وتركمانه.. بشيعته وسُنته ومسيحييه وغيرهم.. يقفُ صفاً واحداً أمام إرهاب الغرباء الذين عاثوا فساداً في ارض العراق.. ولا يجوز أن يتهَّمَ بعضُهم البعض الأخر بايِّ موقف  غير لائق  خلافَ ذلك.
  • الإسراع بإغاثة  النازحين الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم والذين يعيشون محنة إنسانية صعبة ، ودعوة جميع المواطنين الى الوقوف مع هذه العوائل الموقف الإنساني الذي يتناسب مع حجم المأساة التي تعيشها هذه العوائل وذلك بإغاثتهم بكل ما يمكن وتوفير المأوى والطعام والاحتياجات الأخرى لهم.
  • الشكر والثناء لجميع المواطنين الذين قاموا بالتبرع والمساهمة في تقديم المواد الغذائية للقوات المسلحة والمتطوعين والنازحين وحث الجميع على المزيد من العطاء في هذا السبيل[9].
  • التأكيد على ضرورة تنظيم عملية التطوّع وأدراج المتطوعين ضمن تشكيلات الجيش والقوات الرسمية، وعدم السماح بحمل السلاح بصورة غير قانونية.
  • تجديد الشكر والتقدير للقوات العسكرية والأمنية، ومن التحق بهم من المتطوعين الذين يخوضون معارك ضارية ضد الإرهابيين الغرباء من اجل الحفاظ على بلدنا وشعبنا بجميع مكوناته وطوائفه[10].
  • ان الدعوة لتطوع في صفوف القوات العسكرية والأمنية العراقية إنما كانت لغرض حماية العراقيين من مختلف الطوائف والأعراق وحماية أعراضهم ومقدساتهم من الإرهابيين الغرباء.
  • التأكيد على جميع المقاتلين في القوات المسلحة ومن التحق بهم من المتطوعين التأكيد عليهم جميعاً ضرورة الالتزام التام والصارم برعاية حقوق المواطنين جميعاً وعدم التجاوز على أي مواطن برئ مهما كان انتماؤه المذهبي او العرقي وأياً كان موقفه السياسي، ونذكّر الجميع بما قاله النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع عندما خاطب الناس بقوله: (ألا وان دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا ليبلغ الشاهد الغائب) وبقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة لقى الله عزوجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله) فالحذر الحذر من التسبب في إراقة قطرة دم إنسان بريء او التعدي على شيء من أمواله وممتلكاته.
  • التأكيد مرة أخرى على ضرورة تنظيم عملية التطوع وإدراج المتطوعين في ضمن القوات العسكرية والأمنية العراقية الرسمية وعدم السماح بوجود مجموعات مسلحة خارج الأطر القانونية تحت أي صفة وعنوان...ان هذا مسؤولية الحكومة وليس لها ان تتسامح في القيام بها.
  • يفترض بالمسؤولين من مختلف الدرجات والأصناف الحضور الميداني في تجمعات النازحين ومعسكرات المقاتلين لمعايشة الواقع والاطلاع المباشر على احتياجاتهم والسعي لتلبيتها والإسراع في صرف التخصيصات المالية لهم ولا سيما توفير الأدوية والكوادر الطبية للنازحين ودعم القوات المسلحة بالمؤن الغذائية والمستلزمات العسكرية الضرورية وشحذ الهمم ورفع المعنويات لمزيد من الصبر والثبات في مكافحة الإرهابيين الغرباء[11].
  • التحذّير من استهداف قرى أخرى وأماكن هنا وهناك من قبل الجماعات الارهابية.. بل لابد من الحيطة والحذر واخذ الاهبة والاستعداد دائماً ورصد جميع التحركات المريبة وحشد جميع الطاقات ورص الصفوف من اجل حماية جميع المدن وتطهير جميع الأراضي من شرور الإرهابيين بعزيمة قوية وشجاعة عالية وهمّة مستديمة لا تضعف[12]..
  • التأكيد مرة أخرى على ضرورة اتخاذ وزارة الداخلية وسائر الجهات المعنية اجراءات فاعلة لإنهاء بعض الظواهر المستنكرة والمدانة من الاعتداء على بعض المواطنين الأبرياء بدوافع طائفية من قبل بعض المجموعات المسلحة بصورة غير قانونية. إن مكافحة هذه الظواهر المؤذية جزء أساس من مهام الحكومة ولا يجوز التسامح في القيام بها.
  • المطالبة  بدور أكبر للعشائر في لمّ الصف الوطني للشعب العراقي ونهوض زعماء العشائر كافة خصوصاً من الطائفتين الكريمتين السنية والشيعية لتفويت الفرصة على الأعداء في إحداث شرخ في الوحدة الوطنية للشعب العراقي والعمل باتجاه الحفاظ على التماسك الاجتماعي ونبذ العنف والتقاتل وذلك بتحقيق مزيد من اللقاءات بين العشائر والتواصل فيما بينها خصوصاً بين زعمائها وأهل الحكمة والرأي فيها للوصول الى تعزيز الترابط والتعايش الاجتماعي السلمي والوقوف كصف واحد بوجه أعداء العراق من الإرهابيين الغرباء.
  • التأكيد على الجهات المعنية من دوائر الدولة والمنظمات الدولية والمحلية للاهتمام أكثر بمسألة العناية الطبية بالنازحين حيث خلفت رحلة النزوح لديهم خصوصاً مع هذه الظروف الصعبة من شدة الحر وعدم توفر العناية الطبية الى إصابة الكثير من الأطفال وكبار السن بحالات مرضية ادّت الى وفاة الكثير منهم.
  • مطالبة الأمم المتحدة ان تأخذ دورها الذي يناسب الأهداف التي أنشأت من أجلها منظماتها الإنسانية ونعني بذلك الاعتناء والإسراع بإغاثة النازحين خصوصاً الرعاية الصحية للأطفال والحوامل وكبار السن.
  • دعوة الجهات الحكومية والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المعنية بالجرائم ضد الإنسانية الى توثيق الاعتداءات والانتهاكات والجرائم التي ترتكبها عناصر الإرهابيين الغرباء ضد المواطنين في مختلف المحافظات وتهديم دور العبادة والمراقد الدينية وغير ذلك مما يوضح الطبيعة الإجرامية والمنافية للدين والأعراف الإنسانية لهؤلاء المعتدين.
  • ضرورة تكثيف الجهود وتعزيز القوات المسلحة للإسراع باتخاذ الإجراءات الكفيلة بفك الحصار عن المناطق المحاصرة كناحية آمرلي التي يستغيث أهلها المحاصرون منذ عدة أسابيع من هجمات الإرهابيين إذ من الممكن ان يتعرض نساؤها وأطفالها الى مجازر واعتداءات على الأعراض وموجة نزوح كبيرة، وندعو القوات المسلحة لدعم العشائر التي تقاتل الإرهابيين في المناطق التي تشهد هجمات مستمرة عليها.
  • المطالبة بتنظيم الجهد لاستثمار اندفاع المتطوعين بالاتجاه الصحيح الذي يحفظ الزعم المعنوي في مساندة القوات المسلحة والتعامل معهم بما يليق بموقفهم البطولي هذا وتوفير التدريب المطلوب لهم والحذر من زجهم في المعارك من دون تهيئتهم بالشكل اللازم لئلا يقدموا تضحيات من دون تحقيق ثمرة من ذلك[13].
  • التأكيد مرة أخرى على مدى الحاجة الى تعاون المجتمع الدولي مع الحكومة العراقية لمواجهة هذه العصابات التي تشكل خطراً لا على العراق والمنطقة فقط بل على جميع العالم فقبل ايام قامت عصابات (داعش) التي تسيطر على أجزاء من البلد ومنها مدينة الموصل الحدباء بهدم العديد من المساجد والمقامات والمراقد الدينية ومن أهمها مسجد النبي يونس (عليه السلام) وسط ذهول ودهشة العالم بأجمعه من المستوى الذي بلغته هذه العصابات في البُعد عن المعايير الإنسانية و الإسلامية.
  • توخي الحذر الشديد من ان يصاب أي مدني بسوء مهما كانت طائفته او انتماؤه السياسي بعد ان ان ارتفع مستوى أداء القوات البرية والجوية وطيران الجيش الى اعلى حالة من الشجاعة ورباطة الجأش والبسالة والدقّة في الأهداف والهمّة في ملاحقة العدو وهم يقاتلون المجاميع الإرهابية في اماكن متعددة من البلد لغرض تطهير بلادنا الحبيبة من شرورهم وهم بذلك يتحملون مسؤوليتهم الوطنية والأخلاقية والتاريخية في الدفاع عن البلاد[14]..
  • ادانة وشجب بأشد العبارات لكل ما ارتكبته عصابة (داعش) من أعمال إرهابية من قتل وسبي وتهجير وترويع بحق المواطنين العراقيين ولا سيما من الأقليات الدينية والقومية فإننا نؤكد على ما سبق أن بيناه في خطب سابقة من إن هذه العصابة الإرهابية تستهدف جميع محافظات ومدن العراق و جميع قومياته وأديانه ومذاهبه ولا يقف خطرها وإجرامها عند طائفة او قومية معينة...فلا يتوهم البعض انه سيكون بمنأى من اعتداءاتها وتجاوزاتها إذا لم تتعرض له اليوم فإنها تريد أن تقضم الجميع ولكن على مراحل...وقد ثبت بالفعل من خلال ما قامت به هذه العصابة في الأيام الماضية من التمدد الى مناطق قريبة من أربيل...فعلى جميع العراقيين أن يوحدوا صفوفهم ويكثفوا جهودهم في مواجهة هذا الخطر الكبير الذي يهدد حاضرهم ومستقبلهم[15].
  • مناشدة الجهات المعنية أن تعمل بجد في فك الحصار عن مدينة (آمرلي) الباسلة. . وإنقاذ أهلها من مخاطر الإرهابيين الذين شاهد العالم كله مدى ما يمارسونه من إجرام ووحشية بحق المدنيين عند سيطرتهم على بعض المدن الأخرى كسنجار وتلعفر وغيرهما، إن الإسراع في إيصال الأطعمة الى أهالي (آمرلي) عن طريق الجو يشكل ضرورة قصوى في هذا الوقت تخفيفاً لمعاناة أهلها ولا سيما الأطفال والضعفاء.
  • ان الدفاع عن الوطن والمواطنين في مواجهة المجموعات الإرهابية شرف كبير لا يناله الا ذو حظ عظيم، وقد اكدنا اكثر من مرة على بالغ تقديرنا واعتزازنا بأخوتنا وابنائنا في القوات المسلحة ومن التحق بهم من المتطوعين الذين يبذلون دماءهم وأرواحهم فداءً لهذا الوطن، ولكن يبلغنا عن قليل ممن يحملون السلاح هنا او هناك قيامهم بممارسات خاطئة بل مدانة ومستنكرة في الاعتداء على اموال المواطنين وهتك حرمتهم وكرامتهم..
  • مطالبة الاجهزة الحكومية المعنية ان تضرب بيد من حديد على أي متجاوز على اموال المواطنين وحقوقهم ولا سيما اذا كان يظهر بلباس الدفاع عن الوطن والمقدسات، ان التسامح والمساهلة في القضاء على هذه التجاوزات حتى وان كانت محدودة يستتبع عواقب غير محمودة بل بالغة الخطورة. اللهم اني قد بلغت فاشهد[16].
  • التأكيد بأن الاهتمام بجريمة معسكر سبايكر يجب ان لا يخف بل يزداد الى ان يقتص من الجُناة بالطريقة العادلة خصوصاً وانه توجد انباء عن بعض المحتجزين من الجنود في بعض المناطق وهذا يضاعف مسؤولية الجهات الرسمية للوصول الى الحقيقة سواء الى الاشخاص المحتجزين او جثث الشهداء.
  • على الحكومة الموقّرة ان تمارس مسؤوليتها قبل ان تقع كارثة إنسانية أخرى حيث وردت معلومات مؤكدة عن قيام العصابات الإرهابية المسماة بـ (داعش) عن قطع المياه عن قضاء بلد روز من قبل أسبوعين وهي بذلك ترتكب جريمة أخرى الى جرائمها.[17]
  • يتعين على القيادات السياسية في البلد ان يكونوا على مستوى من اليقظة والحذر والوعي لئلا تُجْعَلَ المساعدة الخارجية لمحاربة (داعش) مدخلا  للمساس باستقلالية القرار السياسي والعسكري للقادة العراقيين.. وان لا يُتَخَذّ التنسيق والتعاون مع الجهد الدولي في هذا المجال ذريعة لهيمنة القرار الأجنبي على مجريات الإحداث في العراق خصوصا المجريات العسكرية الميدانية.
  • ان العراق وان كان بحاجة الى مساعدة الأشقاء والأصدقاء في محاربة ما يواجههُ من الإرهاب الأسود إلا أنّ الحفاظ  على سيادته  واستقلاليةِ قراره يحظى بأهمية  بالغة فلابد من رعاية ذلك في كل الأحوال.
  • ان الحاجة الى التعاون الدولي لمحاربة (داعش) لا يعني عدم قدرة أبناء الشعب العراقي وقواته المسلحة على المقابلة مع هذا التنظيم الإرهابي، فقد أثبتت الشهور الماضية بعد صدور نداء المرجعية الدينية العليا بوجوب الدفاع عن العراق ومقدساته...وما أعقبه من الاستجابة الواسعة للمواطنين وما حصل من تقدم ميداني على الأرض، انه متى ما توفرت الإرادة الوطنية الخالصة وكانت مبادئ التضحية والدفاع عن الوطن هي الباعث والمحرك للمقاتلين وقادتهم الميدانيين.. (فان أبناء هذا البلد قادرون بعون الله تعالى على الوقوف بوجه هذا التنظيم ودحره  وإن طالت المعركة بعض الوقت)..
  • لابد من تعزيز معنويات أعزائنا في الجيش ومن التحق بهم من المتطوعين و التأكيد على إنهم همُ الأساس في حماية البلد من شر الإرهابيين وان أي جهد آخر لا يكونُ الا عاملا  مساعداً لهم يُعَجِّلُ في نصرهم ان شاء الله تعالى.
  • ان الجهد العسكري وان كان مؤثراً في الحد من ظاهرة الإرهاب الا انه لوحده ليس كافياً للقضاء عليها بل لابد من معالجة الجذور الأساسية لنشوء هذه الظاهرة واستفحالها في عدة دول مع إمكانية امتدادها الى دول اخرى حتى المتقدمة في إمكاناتها العسكرية والأمنية.
  • ان الفكرَ المتطرف الذي يُقصي الآخر أياً كان ولا يقبلُ بالتعايش السلمي معه بل يُحلُّ دمَهُ وعِرضهُ وماله... هذا الفكرُ المتطرف الذي جرى الترويج له ودعمه عن طريق آلاف المؤسسات والدعاة خلال عقود من الزمن هو العاملُ الأساس لِما اُبتليتْ به المنطقة والعالمُ من الإرهاب التكفيري...فمن الضروري الاهتمام بمعالجة المناشئ الفكرية والثقافية لهذه الظاهرة الخطيرة بالإضافة الى ضرورة قَصْر يد المتطرفين عما يمتلكونها من وسائل إعلامية عالمية وتجفيف منابع الأموال الطائلة التي تدعم أنشطتهم. أن هذه الامور تمثل اسباباً مهمة يجبُ معالجتها حتى يمكنَ إيقاف هذه الظاهرة وتأثيراتها الخطيرة على دول المنطقة والعالم.
  • المطلوب من قواتنا الباسلة وطيران الجيش الإسراع بدعم ونصرة المقاتلين إخواننا وأبناء بلدنا في مدينة الضلوعية التي يستغيث أهلها بفك الحصار عنهم لئلا تستباح هذه المدينة كما استبيحت مدن أخرى. فأنها ما زالت تقاتل عصابات (داعش) منذ تسعين يوماً وقدمت المئات من الشهداء والجرحى من الرجال والنساء والأطفال. على الرغم من قلة إمكاناتها وسلاحها وعتادها. و هي اليوم تتعرض للقصف من قبل عصابات (داعش) بغاز الكلور والهجمات المستمرة بمختلف الأسلحة[18].
  • إن خطر الإرهاب والإرهابيين، مما لا يجوز التهاون اتجاهه، ولابد من رص الصفوف، وتكاتف القوى الخيّرة من أبنائنا البررة، لغرض صد ودفع هذا الخطر، وتوفير كل الإمكانات المتاحة،  وتذليل العقبات من اجل تحقيق هذا الهدف.
  • إن المعركة تتطلب رباطة جأش، وثبات قدم من قبل أفراد الجيش والقوات الأمنية والحشد الشعبي، والتحلّي بروح الشجاعة والصبر على مقاتلة المجرمين، وعدم ترك المواقع مهما كانت الظروف.. بل القتال بقوة وبسالة، إذ إن المهمة مقدسة ونبيلة، وهي الدفاع عن العراق العزيز، وعن العراقيين جميعاً، بلا فرق بين قومياتهم وطوائفهم، لذا فلابد ان لا تضعف الهمم، ولا تمل النفوس، فقليل من الصبر ومن الجهد ومن المرابطة؛ يتبعها نصرٌ ان شاء الله تعالى.. ومن كانت معركته مقدسة؛ لابد ان تكون معنوياته قوية وعالية، وروحه لا ترهب ولا تعرف للجبن مكانا..
  • توصية الضباط ومن جميع الأصناف وجميع الرتب، ان يكونوا ميدانيين ومع أخوتهم الجنود والمراتب، يعيشون معاناتهم، ويحملون همومهم، ويدافعون معهم، ويعززون معنوياتهم، فمن الواضح ان القائد كلّما كان ميدانياً؛ كان أقدر على اتخاذ القرار المناسب.
  • التأكيد على أهمية التفاعل مع المعلومة الدقيقة. إذ قد يؤدي إهمالها الى مآسي كبيرة، مع التشديد على عدم التهاون مع كل من يثبت تقصيرهُ مهما كان موقعه، خصوصاً إذا كانت هذه المقصرّية سبباً لشهادة بعض أبنائنا الأعزاء، أو جرحهم أو غير ذلك، من قبيل الإهمال في إيصال المؤن اللازمة لاستدامة القتال. من مأكل ومشرب وسلاح.
  • الدعوة الى تحمل المسؤولية فإن بعض المعلومات التي تصل الينا يومياً، تؤكد وجود بعضاً وإن كان قليلا ً من الذين لم يتحملوا المسؤولية بشكل يتناسب مع جسامة ما نعيشه من واقع خطر، وهذا بنفسه شيء خطير لابد من معالجته.
  • توصية الجهات الحكومية ان تتحمل مسؤوليتها اتجاه الأخوة المتطوعين الذين هبّوا للدفاع عن البلد. وتوفر لهم ما يحتاجونه من خلال القنوات القانونية الرسمية، وعدم بخس حق كل من قاتل ويقاتل في سبيل الدفاع عن البلد. اذ اننا نعلم ان اعدادا كبيرة من الأخوة المتطوعين لم تنظم أمورهم الى الآن من قبل الجهات المعنية، بشكل يحفظ لهم حقوقهم وحقوق عوائلهم. فضلا عن تأخر المساعدات العسكرية والمادية لهم، وهذا التأخر لا نجد له مبرراً اصلا، فهؤلاء الأخوة أعطوا كل ما عندهم، وبذلوا الغالي والنفيس وتركوا عوائلهم، وهبّوا للدفاع عن حياض العراق. جنباً الى جنب مع أخوتهم في القوات المسلحة،  لذا كان واجباً على الدولة ان تنهض برعاية أمورهم، وقد سمعنا وعوداً من اكثر من جهة، لكن الى الآن لم يتحقق إلا الشيء اليسير. مع إنه أمر في غاية الاهمية[19].
  • نؤكد على المقاتلين الابطال في جميع المواقع.. المزيد من الاهتمام واليقظة لتوفير الحماية الكافية للمناطق التي يكلفون بحمايتها، خصوصاً ما تشتمل على اماكن دينية مقدسة فإنها مستهدفة من قبل الإرهابيين اكثر من غيرها – كمدينة بلد التي تضم مرقد السيد محمد ابن الامام علي الهادي (عليه السلام) – لأن من الاهداف الخبيثة للإرهابيين هو اثارة الفتنة الطائفية في البلد، باستهداف مقدسات طائفة لإثارة ابنائها ضد طائفة أخرى، فلابد من مزيد من الحرص واليقظة.. لعدم تمكينهم من تحقيق ذلك.
  • نؤكد على ان ديمومة زخم التطوع للحضور في ساحات المنازلة مع الارهابيين لها دور مهم في الحفاظ على المكاسب الميدانية التي تحققت الى اليوم، وتحقيق المزيد منها مستقبلا ً ان شاء الله تعالى.ولهذا الغرض لابد ان تبادر الحكومة الى اتخاذ الاجراءات الضرورية لتنظيم عملية التطوع وصرف الرواتب المقررة للمتطوعين، فان ترك هؤلاء الاخوة من دون رواتب لعدة اشهر مع حاجة النسبة الغالبة منهم اليها ربما سيدفع قسماً منهم – امام ضغط الحاجة لأسرهم وعوائلهم- الى التخلي عن الحضور في جبهات القتال، والعزوف عن ذلك بالرغم من رغبتهم الكبيرة في المشاركة في حماية الوطن من مخاطر الارهابيين.كما يتعين على الحكومة الاهتمام بتوفير ما يحتاجون اليه من السلاح والعتاد اللازمين للقيام بهذه المهمة، فان هناك الكثير من الشكاوى التي تصلنا من هذا الجانب.
  • ان اعتماد الجماعات الارهابية لأسلوب محاصرة بعض وحدات القوات المقاتلة وعزلها عن خطوط الامداد ثم محاولة القضاء عليها، وايضاً استخدام هذه الجماعات لأسلوب الاشاعات والاخبار الكاذبة في محاولة لبث الذعر والرعب في قلوب المقاتلين، يتطلب من الجهات ذات العلاقة ان تطور اساليب عملها وتضع آلية مناسبة للتحرك السريع لفتح خطوط الامداد للقطعات العسكرية متى اغلق شيء منها.
  • لابد من ان لا يسمح للإشاعات والاخبار الكاذبة ان تنال من عزائم المقاتلين.. بل يتم تعزيز معنوياتهم، وشحذ هممهم بالأساليب المناسبة لذلك، ومن اهمها تواصل القادة العسكريين معهم ميدانيا ً، وحثهم على الصبر والصمود، والتوكل على الله تعالى، وتذكيرهم بنتائج ذلك في المدن التي قاتلت لعدة اشهر على الرغم من قلة سلاحها وعتادها ومؤنتها كمدينة آمرلي وغيرها.
  • نؤكد مرة اخرى على ما نبهنا عليه مراراً من ان المهمة المقدسة التي يؤديها اخوتنا وابنائنا في الجيش ومن التحق بهم من المتطوعين، هي حماية العراقيين كل العراقيين من عصابة داعش الارهابية.ومن هنا لابد ان يكونوا حريصين كل الحرص على أن لا يبدر منهم أي تصرف منافٍ لأداء هذه المهمة المقدسة كالاعتداء – لا سمح الله- على أي مواطن مسالم، في نفسه او عرضه او ماله، مهما كان انتماؤه المذهبي او توجهه السياسي.[20]
  • فلابد من زيادة الوجود العسكري في أماكن الصراع مع الإرهابيين وتهيئة جميع الإمكانات والحضور الميداني من قبل القادة المهنيين الكفوؤين وبث الروح القتالية والبطولية في نفوس المقاتلين الشجعان حتى تنجلي هذه الغمة التي ابتلينا بها.
  • التجهيز بالعدة العسكرية اللازمة لإدامة المعركة وتوفير المستلزمات الضرورية من مأكل ومشرب وسهولة التواصل بين القيادات العسكرية وما يحدث على الأرض كل ذلك من مبادئ الحالة العسكرية الناجحة..
  • فلابد ان تخضع جميع المواقف اليومية لتقييم موضوعي توزن فيه الحالة الفعلية لطبيعة المعركة فتعزز المواقف الايجابية وتعالج المواقف السلبية مع ملاحظة ان توفير مستلزمات النجاح في المعركة مع الإرهاب هو من مسؤولية الحكومة في الدرجة الأساس وعليها بذل أقصى الجهود في ذلك وليس من المعقول ان نسمع نداءات الاستغاثة يومياً من بعض القطعات بسبب قطع خطوط الإمداد أو قلة التجهيزات أو التموين.
  • لابد من الاهتمام أيضا بالدور الوطني الذي تقوم به بعض العشائر في التصدي للإرهاب والسعي لطرده وهو دور مشرّف يحتاج الى دعم متواصل من قبل الحكومة.
  • نؤكد القول ان على الحكومة الإسراع في توفير أماكن مناسبة للنازحين ولاسيما ان البعض منهم سكنوا في المدارس والحسينيات وأمثالها. وأصبحوا يُطالَبونَ بإخلائها لحلول الموسم الدراسي واقتراب موسم عاشوراء[21].
  • إن بعض الأخوة المتطوعين قد تعوّدوا في كل عام ان يحيوا هذه الشعائر في مناطقهم، ومدنهم، وهم اليوم على جبهات القتال يقاتلون الإرهابيين، ويدفعون عن العراق خطر الإرهاب مع أخوتهم في القوات المسلحة، وأبناء العشائر، ولا ريب ان مرابطتهم في ساحات القتال، وتحملهم هذا الواجب الوطني، والديني، والأخلاقي، والتاريخي، لا يجعلهم بعيدين عما تعوّدوا عليه.. بل سيضفي عليهم شجاعة، ورباطة جأش، وقوة في الحرب، وصلابة في المواقف.
  • لابد من مواصلة الدعم بكل أشكاله.. سواء من الحكومة المركزية او الحكومات المحلية او بعض الأخوة الميسورين - جزاهم الله خيرا- حتى يتم القضاء على الإرهاب والإرهابيين، ويعيش العراق وأبنائه في أمن وسلام ودِعة[22].
  • شهدت ساحات المواجهة التي يخوضها مقاتلو الجيش العراقي ومن يساندهم من المتطوعين ومقاتلو البيشمركة، مع المجاميع الارهابية ملاحم بطولية - توجت خلال الايام الماضية – بانتصارات ونجاحات عسكرية مهمة في مناطق مختلفة من البلاد كان يعتقد البعض انها عصيّة على هؤلاء المقاتلين الابطال.
  • نؤكد على الجهات المعنية بضرورة الاسراع في توفير الاستعدادات اللازمة، ووضع الخطط العسكرية المناسبة، والتنسيق بين مختلف صنوف المقاتلين والمتطوعين، لتحرير المزيد من المناطق، وتخليص مواطنيها الذين ما زالوا يعانون من سطوة العصابات الارهابية.
  • ونثمن – عالياً – مواقف الكثير من المقاتلين الجرحى الذين رفضوا الاخلاء من الجبهات، بل اصروا على مواصلة القتال، واستمرار المشاركة في ساحات المواجهة بالرغم من اصاباتهم – وكذلك اولئك المقاتلين الذين يواصلون الحضور في الجبهات لفترة طويلة ويرفضون الاجازة لزيارة عوائلهم والاطمئنان عليها، بل همهم هو تحقيق النصر والظفر على الاعداء.
  • لقد اثبتت هذه الانتصارات المهمة ان القوات المسلحة العراقية الباسلة بكل صنوفها، ومن يساندهم من المتطوعين الغيارى من ابناء العراق كافة، قادرون ان شاء الله تعالى – بدرجة اساسية - على تخليص العراق وشعبه من هذه العصابات الارهابية متى ما توفرت مقومات النجاح من خطط عسكرية رصينة، ووجود ارادة وطنية خالصة ومعنويات عالية، والتحلي بروح الاستبسال والصمود، بالإضافة الى قيادات ميدانية تحمل هم الحفاظ على العراق ومقدساته وشعبه، ولا تبحث عن مكاسب شخصية .وهذا لا يعني التخلي عن دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، بل يكون دورها دور المساند والداعم للقوات المسلحة والمتطوعين.
  • لقد كشفت هذه الانتصارات الرائعة عن مدى زيف ما يقوم به البعض من تضخيم وتهويل اعلامي لقوة العصابات الارهابية، يُقصد به إدخال الرعب والخوف في نفوس المقاتلين واضعاف معنوياتهم وشل قدراتهم عن القتال والصمود.
  • ان هذه النجاحات العسكرية اثبتت خور وضعف قوى الارهاب وانها عاجزة عن مقابلة العراقيين متى ما وحدوا صفوفهم وتضافرت جهودهم وأخلصوا النية في حفظ بلدهم.
  • والمطلوب منكم – ايها المقاتلون الابطال- ان تحافظوا على انجازاتكم وتمسكوا الارض التي طهرت من دنس الارهابيين الغرباء، وتتعاونوا مع ابناء المناطق التي لا يزال يسيطر عليها الارهابيون لتطهيرها منهم.
  • نجدد الوصية لكم بالحفاظ على ارواح المواطنين الابرياء وحفظ اموالهم وممتلكاتهم مهما كانت انتماءاتهم المذهبية، فإنها امانة في اعناقكم.. وأشعروهم بالأمن والاطمئنان وانكم تقاتلون من اجل تخليصهم من هذه العصابات.. وحذار حذار ان تُمد يد الى شيء من ممتلكاتهم او تصيب أحداً منهم بسوء، فانه حرام حرام، فاتقوا الله يرحمكم الله.
  • المطلوب من الحكومة العراقية وبالذات من وزارة الدفاع والداخلية تقديم الدعم والاسناد العاجل لهذه العشائر التي تقاتل الارهابيين وتحقيق المطالب المشروعة المقدمة من قبلهم والتي تساهم في قدرتهم على الصمود وثباتهم على مواقفهم وصدهم لهجمات الارهابيين، وتوفر الفرصة والارادة لبقية العشائر للانضمام الى صفوف المقاتلين ضد تنظيم داعش الارهابي[23]
  • ان الموضوعية تقتضي ان يتسنم المواقع العسكرية المختلفة من يكون مهنياً ووطنياً ومخلصاً وحازماً وشجاعاً، لا يتأثر في اداء واجبه بالمؤثرات الشخصية او المادية.
  • اننا في الوقت الذي نشد على ايادي ابنائنا المخلصين وهم كثر في القوات المسلحة؛ نتمنى ان تعالج بعض المشاكل التي تُضعف هذه المؤسسة والقضاء على كل مظاهر الفساد وان صغرت فإن صغير الفساد كبير، وما الانتصارات الاخيرة الا شاهد على امكانية هذه القوات البطلة ان تكون بمستوى المسؤولية في دحر الارهاب والارهابيين.. مصرّة على النصر النهائي بعون الله تعالى.. واثقة بنفسها.. مطمئنة بهدفها.. معتقدتاً بمشروعية ما تقوم به وهو الدفاع عن العراق كل العراق.[24]
  • نشيد بالانتصارات الكثيرة والكبيرة والمهمة التي تحققت في جبهات القتال من قبل ابنائنا الابطال في القوات المسلحة والحشد الشعبي الذين تمكنّوا بعون الله تعالى من طرد الارهابيين الدواعش من مناطق كثيرة سبق وان استولوا عليها.. سائلين الله تعالى لهم ان يشد على اياديهم وقلوبهم ويطهّر ارض العراق جميعاً كل العراق من شرور هذه العصابات.
  • نؤكد على مراعاة جميع الحقوق وعدم المساس بها وعدم التعدّي على أي شخص بريء في ماله او في دمه مهما تكن الاسباب والذرائع وفي جميع الحالات .
  • ننوه الى عدم تأخير استحقاقات ابنائنا في القوات المسلحة والحشد الشعبي من الرواتب والمؤن والتسليح فانهم بحاجة الى ذلك مع ما هم فيه من ظروف صعبة خصوصاً تلك الوحدات والالوية التي اُعيد تشكيلها فان ذلك يستدعي اجراءات ادارية سريعة في النقاط الآنفة الذكر ولا يسوغ أي تبرير في ذلك.
  • عدم الغفلة عن أي موقع وعدم الاطمئنان التام فان آفة النصر الغرور بل لابد من اليقظة والحذر فان العدو قد يحاول العبث هنا وهناك كما يحدث الآن وفي هذه الساعات في منطقة عزيز بلد والاسحاقي وطريق سامراء.. فلابد من التنبيه لذلك واستمرار المعارك بشجاعة وبسالة حتى يُطرد الارهابيون عن كل حبة رمل من عراقنا الحبيب[25].
  • نحيي قواتنا المسلحة التي تساندها أفواج المتطوعين والعشائر وكذلك قوات البيشمركة على الانتصارات الرائعة التي حققتها في تحرير معظم مدينة (بيجي)،وفك الحصار عن المصفى الذي يستحق مقاتلوه الشجعان الصامدون كلَّ تكريمٍ وتبجيلٍ، وكذلك تحرير مدينة (جلولاء) و (السعدية) وصمود القوات الأمنية والعشائر في محافظة الأنبار في صد هجمات (داعش) على مدينة (الرمادي) .
  • أنّ التلاحم الوطني الذي عبّرت عنه صنوف المقاتلين من الجيش وقوات الحشد الشعبي والعشائر وقوات البيشمركة وهم يمثلون مختلف شرائح ومكونات الشعب العراقي كان وراءه الشعور العالي للجميع بالمسؤولية الوطنية، فوقفوا بأجمعهم صفاً واحداً في القتال حمايةً لبلدهم العراق وحماية مقدساته وأرواح وأعراض مواطنيه، إنّ تلك الانتصارات لم تكن لِتتحقّقَ لولا هؤلاء الأبطال وما اتّصفوا به من الإرادة الصلبة والعزيمة الراسخة والشجاعة الفائقة والاستبسال الكامل للدفاع عن شعبهم وما امتازوا به من إخلاص في نواياهم وحب لبلدهم مما دفعهم إلى التضحية بنفوسهم وهي أغلى ما عندهم دون أنْ يفكّروا بمكاسب شخصية من مال أو منصب أو غير ذلك.
  • آن الأوان لسياسيينا ولكل من يعمل في مؤسسات الدولة من مختلف صنوف الموظفين وغيرهم أن يتعلموا الدروس والعبر من هذه الانتصارات ومن بطولات هؤلاء المقاتلين ويجعلوهم قدوة ونبراساً لهم وهم أمثلة حيّة مجسدة على أرض الواقع وليست قصصاً تُقْرَأُ وقد سُطّرت في بطون الكتب فإن الخروج من الوضع المأساوي الراهن للبلد وتحقيق طموحات أبنائه في الاستقرار والأمن والازدهار يتطلب تجسيد مواقف هؤلاء الأبطال في ساحات القتال مع الإرهاب (الداعشي)على مستوى الأداء السياسي والإداري والمالي والاقتصادي والخدمي. 
  • إننا مسؤولون جميعاً ابتداءً من أعضاء الحكومة ومجلس النواب ثم الأحزاب والقوى السياسية والجهات الدينية والإعلامية والثقافية وغيرها مسؤولون عن الحفاظ على زخم هذه الانتصارات وذلك بإدامة الدعم المعنوي خاصة لهؤلاء المقاتلين جميعاً سواء كانوا من القوات المسلحة أو المتطوعين أو العشائر أو البيشمركة وتعزيز الدعم (اللوجستي) لهم بالسلاح والعتاد.
  • نؤكد على ضرورة الابتعاد عن لغة التعميم في اتهام أصناف من المقاتلين بممارسات غير مقبولة في مناطق القتال، فإن تلك الممارسات لا تمثل النهج العام لهم بكل تأكيد بل إن معظمهم إنما دفعهم حبهم للوطن ومقدساته للتضحية بأنفسهم وتعريض عوائلهم للمعاناة من دون الطمع في شيء من حطام الدنيا. ويتمثل الحل الصحيح قبل أن تتفاقم المشكلة في مزيد من التوجيه والنصح من جهة، واتخاذ الإجراءات المناسبة من قبل الجهات المختصة لمعالجة الخروقات من جهة أخرى وقد أكّدنا سابقاً على الجميع حرمة التعرض لأي مواطن بريء في دمه أو ماله أو عرضه مهما كان انتماؤه الديني أو المذهبي أو المناطقي وعلى ضرورة الحفاظ على أموال المواطنين في المناطق التي يجري فيها القتال وعدم التعرض لها أبداً[26].
  • نهيب بالإخوة الأعزاء أن لا يتركوا مواقعهم بعد تحريرها ولو كان الترك لأمر مشروع بل مستحب، كما تعوّد الإخوة أن يكونوا حاضرين في زيارة الأربعين من كل عام. إذ إن مرابطتهم في مواقعهم مع شوقهم لزيارة السبط الشهيد (عليه السلام) يجعلهم أعظم أجراً وثواباً وأيضاً نوصي المواطنين في المدن التي تواجه خطر العدوان أن لا يخلوا مدنهم في موسم الزيارة بل يتواجدوا بقدر الكفاية فيها ولو على سبيل التناوب[27].
  • لقد تحقق للقوات المسلحة ومن التحق بهم من المتطوعين انتصارات مهمة في بعض المناطق خلال المدة الماضية إلا أن عصابات داعش – كما تعلمون- لا تزال تسيطر على مناطق كبيرة، وتهدّد بعض المناطق المهمة ومنها مدن تقع فيها مراقد مقدسة كسامراء وبلد.
  • المطلوب من القوات المسلحة عدم الاطمئنان والركون إلى الانتصارات المتحققة بحيث يتولد من ذلك حالة من التراخي والشعور بالأمان بل لابد من استمرار اليقظة والحذر في مواجهة هذه العصابات الارهابية.
  • المطلوب من الجهات الحكومية المعنية أن تضع خططاً مدروسة لاستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة داعش ودفع الخطر عن المناطق التي تهددها، بما يحقق الامن لهذه المناطق ويوفر الطمأنينة لأهاليها، بعيداً عما يتسبب في التوتر والشحن الطائفي.
  • إن تخليص المناطق التي ترزح تحت جور داعش ودفع الخطر عن المناطق التي تهددها يجب أن يتم بأسلوب يحقق الهدف المنشود وهو تحقيق الاستقرار لجميع المناطق والأمن والطمأنينة لجميع العراقيين على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم[28].
  • تستمر منازلة الجيش وقوات البيشمركة والمتطوعين مع عصابات (داعش) الإرهابية في مختلف المناطق، وقد تحققت لهم انتصارات مهمة في العديد من مواقع القتال خصوصاً في مطار تلعفر ومستشفى المدينة وتمت استعادة أغلب قضاء سنجار في الأيام الأخيرة، فجزى الله تعالى الجميع خير الجزاء على بطولاتهم وتضحياتهم.
  • المأمول من قواتنا المسلحة البطلة أن لا تسمح بحصول ثغرة هنا أو هناك كما حصل في بعض المناطق فعادت العصابة الإرهابية إليها بعد أن تم تحريرها ببذل الكثير من الأرواح والدماء. فالمأمول منكم يا أبطال الجيش ومن التحق بالجيش من المتطوعين عدم إعطاء أي فرصة للعصابات الإرهابية لتعود مرة أخرى للمناطق المحررة من إجرامها وشرورها – فإنكم بشجاعتكم وبسالتكم وتضحياتكم قادرون -إن شاء الله تعالى- على الحفاظ على النصر وإدامته والتقدم نحو بقية المناطق لتحريرها من هذه العصابات الإجرامية[29].
  • نثمّن الانتصارات الأخيرة التي حققها جيشنا الباسل والإخوة المتطوعون ومن ساندهم من أبناء العشائر الغيورة...ونسال الله أن يعجل بتحرير جميع المناطق العراقية من شرور العصابات الإرهابية...كما ندعو في نفس الوقت إلى التحلي بالروح الأخلاقية العالية وضبط النفس وعدم التعدي على الممتلكات وتوخي الحذر الشديد خوفاً من استهداف الأبرياء والعزّل الذين لا حول لهم ولا قوة... كما نهيب بجميع القطعات المسلحة أن تأخذ الحيطة والحذر من محاولة العدو فتح مواقع قتالية وجبهات أخرى تعويضاً بائساً منه للخسارة التي قد لحقت به[30].
  • فليعلم المقاتلون الأعزّة الذين وفّقهم الله عزّ وجلّ للحضور في ساحات الجهاد وجبهات القتال مع المعتدين أنّ الله سبحانه وتعالى ـ كما ندب إلى الجهاد ودعا إليه وجعله دعامةً من دعائم الدين وفضّل المجاهدين على القاعدين ــ فإنّه عزّ اسمه جعل له حدوداً وآداباً أوجبتها الحكمة واقتضتها الفطرة، يلزم تفقهها ومراعاتها، فمن رعاها حق رعايتها أوجب له ما قدّره من فضله، ومن أخلّ بها أحبط من أجره ولم يبلغ به أمله.
  • فللجهاد آدابٌ عامّة لابدّ من مراعاتها حتى مع غير المسلمين، وقد كان النبيّ (صلّى الله عليه وآله) يوصي بها أصحابه قبل أن يبعثهم إلى القتال، فقد صـحّ عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: (كان رسول الله – صلّى الله عليه وآله ــ إذا أراد أن يبعث بسريّة دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول سيروا باسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تغلوا، ولا تمثّلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخاً فانياً ولا صبيّاً ولا امرأة، ولا تقطعوا شجراً إلاّ أن تضطرّوا إليها)[31].
  • كما أنّ للقتال مع البغاة والمحاربين من المسلمين وأضرابهم أخلاقاً وآداباً أُثرت عن الإمام علي (عليه السلام) في مثل هذه المواقف، مما جرت عليه سـيرته وأوصى به أصحابه في خطـبه وأقواله، وقد أجمعت الأمّة على الأخذ بها وجعلتها حجّة فيما بينها وبين ربّها، فعليكم بالتأسي به والأخذ بمنهجه، وقد قال (عليه السلام) في بعض كلامه مؤكّداً لما ورد عن النبي (صلّى الله عليه وآله) ـ في حديث الثقـلين والغدير وغيرهما ــ: (انظروا إلى أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم، فلن يخرجوكم من هدى ولن يعيدوكم في ردى، فإن لَبدُوا فالبدُوا. ، وإن نهضوا فانهضوا، ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا)[32].
  • فالله الله في النفوس، فلا يُستحلّن التعرّض لها بغير ما أحلّه الله تعالى في حال من الأحوال، فما أعظم الخطيئة في قتل النفوس البريئة وما أعظم الحسنة بوقايتها وإحيائها، كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه، وإنّ لقتل النفس البريئة آثاراً خطيرة في هذه الحياة وما بعدها، وقد جاء في سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) شدّة احتياطه في حروبه في هــذا الأمر، وقد قـال في عهـده لمالك الأشـتر ــ وقد عُلِمت مكانتـُه عنده ومنزلـتُه لديه ــ: (إيّاك والدماء وسفكها بغير حلّها فإنّه ليس شيء أدعى لنقمة وأعظم لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدّة من سفك الدماء بغير حقّها والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة، فلا تقويّن سلطانك بسفك دم حرام، فإنّ ذلك مما يضعفه ويوهنه، بل يزيله وينقله ولا عذر لك عند الله ولا عندي في قتل العمد لأنّ فيه قود البدن)[33]. فإن وجدتم حالة مشتبهة تخشون فيها المكيدة بكم، فقدّموا التحذير بالقول أو بالرمي الذي لا يصيب الهدف أو لا يؤدّي إلى الهلاك، معذرةً إلى ربّكم واحتياطاً على النفوس البريئة.
  • الله الله في حرمات عامّة الناس ممن لم يقاتلوكم، لاسيّما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء، حتّى إذا كانوا من ذوي المقاتلين لكم، فإنّه لا تحلّ حرمات من قاتلوا غير ما كان معهم من أموالهم. وقد كان من سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه كان ينهى عن التعرّض لبيوت أهل حربه ونسائهم وذراريهم رغم إصرار بعض من كان معه ـــ خاصّة من الخوارج ــ على استباحتها وكان يقول: (حارَبنا الرجال فحاربناهم، فأمّا النساء والذراري فلا سبيل لنا عليهم لأنهن مسلمات وفي دار هجرة، فليس لكم عليهن سبيل، فأمّا ما أجلبوا عليكم واستعانوا به على حربكم وضمّه عسكرهم وحواه فهو لكم، وما كان في دورهم فهو ميراث على فرائض الله تعالى لذراريهم، وليس لكم عليهنّ ولا على الذراري من سبيل)[34].
  • الله الله في اتهام الناس في دينهم نكاية بهم واستباحة ً لحرماتهم، كما وقع فيه الخوارج في العصر الأول وتبعه في هذا العصر قوم من غير أهل الفقه في الدين، تأثراً بمزاجياتهم وأهوائهم وبرّروه ببعض النصوص التي تشابهت عليهم، فعظم ابتلاء المسلمين بهم .واعلموا أنّ من شهد الشهادتين كان مسلماً يُعصم دمُه ومالُه وإن وقع في بعض الضلالة وارتكب بعض البدعة، فما كلّ ضلالة بالتي توجب الكفر، ولا كلّ بدعة تؤدي إلى نفي صفة الإسلام عن صاحبها، وربما استوجب المرء القتل بفساد أو قصاص وكان مسلماً. وقد قال الله سبحانه مخاطباً المجاهدين: (يا أيّها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبيّنوا، ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً تبتغون عرض الحياة الدنيا)[35]، واستفاضت الآثار عن أمير المؤمنين (عليه السلام) نهيه عن تكفير عامّة أهل حربه ـ كما كان يميل إليه طلائع الخوارج في معسكره ــ بل كان يقول إنهم قوم وقعوا في الشبهة، وإن لم يبرّر ذلك صنيعهم ولم يصح عُذراً لهم في قبيح فعالهم، ففي الأثر المعتبر عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام): (أنّ علياً (عليه السلام) لم يكن ينسب أحداً من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق ولكن يقول: هم إخواننا بغوا علينا)[36]، (وكان يقول لأهل حربه: إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم ولم نقاتلهم على التكفير لنا[37](.
  • وإياكم والتعرّض لغير المسلمين أيّاً كان دينه ومذهبه فإنّهم في كنف المسلمين وأمانهم، فمن تعرّض لحرماتهم كان خائناً غادراً، وإنّ الخيانة والغدر لهي أقبح الأفعال في قضاء الفطرة ودين الله سبحانه، وقد قال عزّ وجلّ في كتابه عن غير المسلمين (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إنّ الله يحب المقسطين)[38]، بل لا ينبغي أن يسمح المسلمُ بانتهاك حرُمات غير المسلمين ممّن هم في رعاية المسلمين، بل عليه أن تكون له من الغيرة عليهم مثل ما يكون له على أهله، وقد جاء في سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه لما بعث معاوية (سفيان بن عوف من بني غامد) لشن الغارات على أطراف العراق ـ تهويلاً على أهله ـ فأصاب أهل الأنبار من المسلمين وغيرهم، اغتمّ أمير المؤمنين (عليه السلام) من ذلك غمّاً شديداً، وقال في خطبةٍ له: (وهذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار وقد قتل حسان بن حسان البكري وأزال خيلكم عن مسالحها، ولقد بلغني أنّ الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقـُلَبها ، وقلائدها ورعاثها ، ما تمتنع منه إلاّ بالاسترجاع والاسترحام، ثم انصرفوا وافرين، ما نال رجلاً منهم كلم، ولا أريق لهم دم، فلو أنّ امرأً مسلماً مات من بعد هذا أسفاً ما كان به ملوماً، بل كان به عندي جديراً)[39].
  • الله الله في أموال الناس، فإنه لا يحل مال امرئ مسلم لغيره إلاّ بطيب نفسه، فمن استولى على مال غيـره غصـباً فإنّما حاز قطـعة من قطـع النيران، وقد قال الله سبحانه: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً)[40]، وفي الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (من اقتطع مال مؤمن غصباً بغير حقه لم يزل الله معرضاً عنه ماقتاً لأعماله التي يعملها من البرّ والخير لا يثبتها في حسناته حتى يتوب ويردّ المال الذي أخذه إلى صاحبه)[41]. وجاء في سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه نهي أن يُستحّل من أموال من حاربه إلاّ ما وجد معهم وفي عسكرهم، ومن أقام الحجّة على أن ما وجد معهم فهو من ماله أعطى المال إيّاه، ففي الحديث عن مروان بن الحكم قال: (لمّا هَزَمنا عليٌ بالبصرة ردّ على الناس أموالهم من أقام بيّنة أعطاه ومن لم يقم بنيّة أحلفه[42](.
  • الله الله في الحرمات كلّها، فإيّاكم والتعرّض لها أو انتهاك شيء منها بلسان أو يد، واحذروا أخذ امرئ بذنب غيره، فإنّ الله سبحانه وتعالى يقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى)[43]، ولا تأخذوا بالظنّة وتشبهوه على أنفسكم بالحزم، فإنّ الحزم احتياط المرء في أمره، والظنة اعتداء على الغير بغير حجّة، ولا يحملّنكم بغض من تكرهونه على تجاوز حرماته كما قال الله سبحانه: (ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)[44].
  • وقد جاء عـن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في خطبة له في وقعة صفّين في جملة وصاياه: (ولا تمثّلوا بقتيل، وإذا وصلتم إلى رجال القوم فلا تهتكوا ستراً ولا تدخلوا داراً، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلاّ ما وجدتم في عسكرهم، ولا تهيجوا امرأة بأذىً وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم)[45]، وقد ورد أنه (عليه السلام) في حرب الجمل - وقد انتهت- ووصل إلى دار عظيمة فاستفتح ففُتحت له، فإذا هو بنساءٍ يبكين بفناء الدار، فلمّا نظرن إليه صحن صيحة واحدة وقلن هذا قاتل الأحبّة، فلم يقل شيئاً، وقال بعد ذلك لبعض من كان معه مشيراً إلى حجرات كان فيها بعض رؤوس من حاربه وحرّض عليه كمروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير: (لو قتلت الأحبة لقتلت من في هذه الحجرة)[46].
  • كما ورد أنه (عليه السلام) قال في كلام له وقد سمع قوماً من أصحابه كحجر بن عدي وعمرو بن الحمق يسبّون أهل الشام أيّام حربهم بصفين: (إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبّكم إيّاهم ،اللهم احقن دماءنا ودمائهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتّى يعرف الحقّ من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به)[47] فقالوا له يا أمير المؤمنين: نقبل عِظتك ونتأدّب بأدبك. ولا تمنعوا قوماً من حقوقهم وإن أبغضوكم ما لم يقاتلوكم، وقد جاء في سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه جعل لأهل الخلاف عليه ما لسـائر المسـلمين ما لم يحـاربوه، ولم يبدأهم بالحرب حتّى يكونوا هم المبتدئين بالاعتداء، فمن ذلك أنّه كان يخطب ذات مرّة بالكوفة فقام بعض الخوارج وأكثروا عليه بقولهم (لا حكم إلاّ لله) فقال: (كلمة حقّ يراد بها باطل، لكم عندنا ثلاث خصال: لا نمنعكم مساجد الله أن تصلّوا فيها، ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نبدأكم بحربٍ حتى تبدؤونا به)[48].
  • واعلموا أنّ أكثر من يقاتلكم إنّما وقع في الشبهة بتضليل آخرين، فلا تعينوا هؤلاء المضلّين بما يوجب قوّة الشبهة في أذهان الناس حتّى ينقلبوا أنصاراً لهم، بل ادرؤوها بحسن تصرّفكم ونصحكم وأخذكم بالعدل والصفح في موضعه، وتجنب الظلم والإساءة والعدوان، فإنّ من درأ شبهة عن ذهن امرئ فكأنّه أحياه، ومن أوقع امرأً  في شبهة من غير عذر فكأنه قتله. ولقد كان من سيرة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عنايتهم برفع الشبهة عمّن يقاتلهم، حتّى إذا لم تُرجَ الاستجابة منهم، معذرة منهم إلى الله، وتربيةً للأمة ورعايةً لعواقب الأمور، ودفعاً للضغائن لاسيّما من الأجيال اللاحقة، وقد جاء في بعض الحديث عن الصادق (عليه السلام) أنّ الامام عليّاً (عليه السلام) في يوم البصرة لما صلا الخيول قال لأصحابه: (لا تعجلوا على القوم حتّى أعذر فيما بيني وبين الله وبينهم، فقام إليهم، فقال: يا أهل البصرة هل تجدون عليّ جورة في الحكم؟ قالوا: لا، قال: فحيفاً في قسم؟ قالوا: لا. قال: فرغبة في دنيا أصبتها لي ولأهل بيتي دونكم فنقمتم عليّ فنكثتم بيعتي؟ قالوا: لا، قال فأقمت فيكم الحدود وعطّلتها عن غيركم؟ قالوا: لا)[49].     وعلى مثل ذلك جرى الإمام الحسين (عليه السلام) في وقعة كربلاء، فكان معنيّاً بتوضيح الأمور ورفع الشبهات حتّى يحيا من حيّ عن بينّة ويهلك من هلك عن بيّنة، بل لا تجوز محاربة قوم في الإسلام أيّاً كانوا من دون إتمام الحجّة عليهم ورفع شبهة التعسّف والحيف بما أمكن من أذهانهم كما أكّدت على ذلك نصوص الكتاب والسنة.
  • ولا يظنّن أحدٌ أن في الجور علاجاً لما لا يتعالج بالعدل، فإنّ ذلك ينشأُ عن ملاحظة بعض الوقائع بنظرة عاجلة إليها من غير انتباه إلى عواقب الأمور ونتائجها في المدى المتوسط والبعيد، ولا اطّلاع على سنن الحياة وتاريخ الأمم، حيث ينبّه ذلك على عظيم ما يخلفه الظلم من شحنٍ للنفوس ومشاعر العداء مما يهدّ المجتمع هدّاً، وقد ورد في الأثر: (أنّ من ضاق به العدل فإنّ الظلم به أضيق)[50]، وفي أحداث التاريخ المعاصر عبرةٌ للمتأمل فيها، حيث نهج بعض الحكّام ظلم الناس تثبيتاً لدعائم ملكهم، واضطهدوا مئات الآلاف من الناس، فأتاهم الله سبحانه من حيث لم يحتسبوا حتّى كأنّهم أزالوا ملكهم بأيديهم.
  • ولئن كان في بعض التثبّت وضبط النفس وإتمام الحجّة ــ رعاية للموازين والقيم النبيلة ــ بعض الخسارة العاجلة أحياناً فإنّه أكثر بركة وأحمد عاقبة وأرجى نتاجاً، وفي سيرة الأئمة من آل البيت (عليهم السلام) أمثلة كثيرة من هذا المعنى، حتّى إنهم كانوا لا يبدأون أهل حربهم بالقتال حتى يبدأوا هم بالقتال وإن أصابوا بعض أصحابهم، ففي الحديث أنه لما كان يوم الجمل وبرز الناس بعضهم لبعض نادى منادي أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا يبدأ أحدٌ منكم بقتالٍ حتّى آمركم ، قال بعض أصحابه: فرموا فينا، فقلنا يا أمير المؤمنين: قد رُمينا، فقال: كفّوا، ثم رمونا فقتلوا منّا، قلنا يا أمير المؤمنين: قد قتلونا، فقال: احملوا على بركة الله)[51]، وكذلك فعل الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء.
  • وكونوا لمن قِبَلكم من الناس حماة ناصحين حتى يأمنوا جانبكم ويعينوكم على عدوّكم، بل أعينوا ضعفاءهم ما استطعتم، فإنّهم إخوانكم وأهاليكم، واشفقوا عليهم فيما تشفقون في مثله على ذويكم، واعلموا أنّكم بعين الله سبحانه، يحصي أفعالكم ويعلم نياتكم ويختبر أحوالكم.
  • ولا يفوتنكم الاهتمام بصلواتكم المفروضة، فما وفد امرئٌ على الله سبحانه بعمل يكون خيراً من الصلاة، وإنّ الصلاة لهي الأدب الذي يتأدّب الإنسان مع خالقه والتحية التي يؤديها تجاهه، وهي دعامة الدين ومناط قبول الأعمال، وقد خففها الله سبحانه بحسب مقتضيات الخوف والقتال، حتى قد يكتفى في حال الانشغال في طول الوقت بالقتال بالتكـبيرة عن كل ركـعة ولو لم يكن المرء مسـتقبلاً للقبلة كما قال عزّ من قائل: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين، فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً، فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علّمكم ما لم تكونوا تعلمون.[52](على أنه سبحانه وتعالى أمر المؤمنين بأن يأخذوا حذرهم وأسلحتهم ولا يجتمعوا للصلاة جميعاً بل يتناوبوا فيها حيطةً لهم، وقد ورد في سيرة أمير المؤمنين وصيته بالصلاة لأصحابه، وفي الخبر المعتبر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال في صلاة الخوف عند المطاردة والمناوشة: (يصلّي كل إنسان منهم بالإيماء حيث كان وجهه وإن كانت المسايفة والمعانقة وتلاحم القتال، فإنّ أمير المؤمنين (عليه السلام)  صلى ليلة صفّين ـ وهي ليلة الهرير ـ لم تكن صلاتهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء ـ عند وقت كل صلاة ـ إلاّ التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والدعاء، فكانت تلك صلاتهم، لم يأمرهم بإعادة الصلاة)[53].
  • واستعينوا على أنفسكم بكثرة ذكر الله سبحانه وتلاوة كتابه واذكروا لقاءكم به ومنقلبكم إليه، كما كان عليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقد ورد (أنه بلغ من محافظته على وِرده أنه يُبسط له نطعٌ بين الصفين ليلة الهرير فيصلّي عليه وِرده، والسهام تقع بين يديه وتمر على صماخيه يميناً وشمالاً فلا يرتاع لذلك، ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته)[54].
  • واحرصوا أعانكم الله على أن تعملوا بخُلُق النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم) مع الآخرين في الحرب والسلم جميعاً، حتّى تكونوا للإسلام زيناً ولقيمه مَثَلاً، فإنّ هذا الدين بُنِيَ على ضياء الفطرة وشهادة العقل ورجاحة الأخلاق، ويكفي منبّهاً على ذلك أنه رفع راية التعقل والأخلاق الفاضلة، فهو يرتكز في أصوله على الدعوة إلى التأمل والتفكير في أبعاد هذه الحياة وآفاقها ثم الاعتبار بها والعمل بموجبها كما يرتكز في نظامه التشريعي على إثارة دفائن العقول وقواعد الفطرة، قال الله تعالى: (ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها)[55] وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (فبعث ـ الله ـ فيهم رسله وواتر أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكّرهم منسيّ نعمته ويحتجوا عليهم بالتبليغ ويثيروا لهم دفائن العقول)[56]، ولو تفقّه أهل الإسلام وعملوا بتعاليمه لظهرت لهم البركات وعمّ ضياؤها في الآفاق، وإياكم والتشبّث ببعض ما تشابه من الأحداث والنصوص فإنّها لو ردّت إلى الذين يستنبطونه من أهل العلم ــ كما أمر الله سبحانه[57] ــ لعلموا سبيلها ومغزاها.
  • وإيّاكم والتسرّع في مواقع الحذر فتلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، فإنّ أكثر ما يراهن عليه عدوّكم هو استرسالكم في مواقع الحذر بغير تروٍّ واندفاعكم من غير تحوّط ومهنيّة، واهتموا بتنظيم صفوفكم والتنسيق بين خطواتكم، ولا تتعجّلوا في خطوة ٍ قبل إنضاجها وإحكامها وتوفير أدواتها و مقتضياتها وضمان الثبات عليها والتمسك بنتائجها، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُوا جَمِيعًا)[58]، وقال تعالى: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)[59]، وكونوا أشدّاء فوق ما تجدونه من أعدائكم فإنكم أولى بالحق منهم، وإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون، اللهم إلا رجاءً مدخولاً وأماني كاذبة وأوهاماً زائفة كسرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً، حجبتهم الشبهات بظلمـائها وعميت بصائرهم بأوهامها.
  • هذا وينبغي لمن قِبَلكم من الناس ممّن يتترس بهم عدوّكم أن يكونوا ناصحين لحماتهم يقدّرون تضحياتهم ويبعدون الأذى عنهم ولا يثيرون الظنة بأنفسهم، فإنّ الله سبحانه لم يجعل لأحدٍ على آخر حقّاً إلاّ وجعل لذاك عليه حقّاً مثله، فلكلٍّ مثل ما عليه بالمعروف.
  • اعلموا أنكم لا تجدون أنصح من بعضكم لبعض إذا تصافيتم واجتمعتم فيما بينكم بالمعروف حتى وإن اقتضى الصفح والتجاوز عن بعض الأخطاء بل الخطايا وإن كانت جليلة، فمن ظن غريباً أنصح له من أهله وعشيرته وأهل بلده ووالاه من دونهم فقد توهّم، ومن جرّب من الأمور ما جُرّبت من قبل أوجبت له الندامة، وليعلم أن البادئ بالصفح له من الأجر مع أجر صفحه أجر كل ما يتبعه من صفح وخير وسداد، ولن يضيع ذلك عند الله سبحانه، بل يوفيه إيّاه عند الحاجة إليه في ظلمات البرزخ وعرصات القيامة، ومن أعان حامياً من حماة المسلمين أو خلفه في أهله وأعانه على أمر عائلته كان له من الأجر مثل أجر من جاهد[60].
  • على الجميع أن يدعوا العصبيات الذميمة ويتمسّكوا بمكارم الأخلاق، فإنّ الله جعل الناس أقواماً وشعوباً ليتعارفوا ويتبادلوا المنافع ويكون بعضهم عوناً للبعض الآخر، فلا تغلبنّكم الأفكار الضيقة والأنانيات الشخصيّة، وقد علمتم ما حلّ بكم وبعامّة المسلمين في سائر بلادهم حتّى أصبحت طاقاتهم وقواهم وأموالهم وثرواتهم تُهدر في ضرب بعضهم لبعض، بدلاً من استثمارها في مجال تطوير العلوم واستنماء النعم وصلاح أحوال الناس، فاتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصّة، أمّا وقد وقعت الفتنة فحاولوا إطفاءها وتجنّبوا إذكاءها واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا، واعلموا أنّ الله إن يعلم في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم، إنّ الله على كلّ شيءٍ قدير
  • كونوا لمن قِبَلكم من الناس حماة ناصحين حتى يأمنوا جانبكم ويعينوكم على عدوّكم، بل أعينوا ضعفاءهم ما استطعتم، فإنّهم إخوانكم وأهاليكم، وأشفقوا عليهم فيما تشفقون في مثله على ذويكم، واعلموا أنّكم بعين الله سبحانه، يحصي أفعالكم ويعلم نياتكم ويختبر أحوالكم. هذا وينبغي لمن قِبَلكم من الناس ممّن يتترس بهم عدوّكم أن يكونوا ناصحين لحماتهم يقدّرون تضحياتهم ويبعدون الأذى عنهم ولا يثيرون الظنة بأنفسهم، فإن الله سبحانه لم يجعل لأحدٍ على آخر حقّاً إلا وجعل لذاك عليه حقّاً مثله، فلكلٍّ مثل ما عليه بالمعروف.
    120.  مطالبة الحكومة العراقية بأن تبذل جهداً أكبر في تنظيم أمور المتطوعين ومنع أي تصرف مسيء يمكن أن يصدر من بعض العناصر غير المنضبطة وهم قلة بكل تأكيد وقال:  ما تزال القوات المسلحة ومن التحق بهم من المتطوعين يسطّرون صفحات مشرقة من ملاحم التضحية والفداء والبطولة حيث يقدمون أرواحهم قرابين في سبيل تخليص البلد من شر ودنس عصابات داعش الإرهابية.
    121. أن المسؤولية الوطنية والشرعية والأخلاقية تقتضي من جميع الأطراف العراقية سواء أكانت كتلاً سياسية أو جهات دينية أو ثقافية أو إعلامية أو غير ذلك أن تقدر وتثمن عالياً تضحيات هؤلاء الأبطال لاسيما أن الكثير منهم تركوا عوائلهم وأطفالهم تحت ظروف قاسية وصعبة حيث لا يملكون – في كثير من الأحيان- ما يوفر لهم العيش الكريم ومنهم من ضحى بشهيدين وثلاثة من عائلة واحدة مع بقاء بقية رجال العائلة يشاركون في القتال وبعض آخر ترك تجارته وعمله ودراسته مضحياً بالدنيا وما فيها من أجل المشاركة في الدفاع عن شعب العراق ومقدساته، مشيراً إلى أن القراءة الواقعية والمنطقية لأحداث المنطقة وما يلاحظ من توسع لنفوذ عصابات (داعش) في بعض المناطق واستمرار جرائمها الوحشية المنافية لكل القيم الدينية والإنسانية – وآخرها ذبح المواطنين المصريين الأقباط الأبرياء – تدلنا بكل وضوح على ما كان يمكن أن يصل إليه وضع العراق والمنطقة برمتها لولا الفتوى التاريخية للمرجعية الدينية وما أعقبها من حضور كبير للمتطوعين في جبهات القتال ورفع معنويات الجيش وسائر القوى الأمنية والتضحيات العظيمة التي قدموها خلال الأشهر الماضية.
  • وأضاف لقد أشدنا كثيراً ولا زلنا نشيد بجهود وتضحيات هؤلاء الأعزة الأبطال وفي الوقت نفسه نؤكد على الحكومة العراقية بأن تبذل جهداً أكبر في تنظيم أمورهم وتمنع أي تصرف مسيء يمكن أن يصدر من بعض العناصر غير المنضبطة وهم قلة بكل تأكيد.
    مناشدة القيادة العامة للقوات المسلحة والوزارات الأمنية وبقية مؤسسات الدولة المعنية بتقديم جهد استثنائي لإغاثة سكان ناحية البغدادي التابعة لمحافظة الأنبار بقوله:  يناشد الكثير من رجال الدين وشيوخ العشائر ووجهاء (ناحية البغدادي)الأجهزة الأمنية والوزارات المعنية للتدخل السريع وإنقاذ أهالي الناحية وخصوصاً المجمع السكني من كارثة إنسانية بسبب حصار عصابات (داعش) الإرهابية لها – وإمكان تعرض المئات من المواطنين الأبرياء للقتل والذبح إضافة إلى معاناة أهاليها من نقص الغذاء والدواء. ان المطلوب من القيادة العامة للقوات المسلحة والوزارات الأمنية وبقية مؤسسات الدولة المعنية تقديم جهد استثنائي وعاجل لمنع حصول مأساة بحق أبناء هذه الناحية، ونؤكد استعدادنا في العتبات المقدسة للمساهمة في جهود الإغاثة إذا وفرت أجهزة الدولة الآليات المناسبة لإيصال مواد الإغاثة والدواء إليهم[61]
  • الاهتمام بتنظيم صفوفكم والتنسيق بين خطواتكم وعدم الاسترسال في مواقع الحذر بغير ترو، والاندفاع من غير تحوط ومهنية، فان ذلك اكثر ما يراهن عليه عدوكم ويتسبب في الحاق الخسائر بكم وكونوا اشداء فوق ما تجدونه من اعدائكم فانكم اولى بالحق منهم ولا تتعجلوا في خطواتكم قبل انضاجها وإحكامها وتوفير ادواتها ومقتضياتها
  • وعليكم بوضع الخطط المحكمة والتشاور فيما بينكم للوصول الى الوسائل الانجح في تقدمكم لتحرير الاراضي وتجنبا لخسائر في ارواح عزيزة علينا جميعا  قال الله تعالى: (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص).
  • ينبغي عليكم جميعاً ضبط النفس وعدم الخضوع للانفعال النفسي لفقد حبيب لكم او عزيز عليكم خصوصاً فيما يتعلق بالعوائل التي يتترس بها العدو ممن لم يقاتلوكم ولاسيما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء حتى اذا كانوا من ذوي المقاتلين لكم  بل كونوا لهؤلاء المستضعفين حماة تعينونهم على الوصول الى مأمن من الارض واطعموهم طعامكم فأنكم ان فعلتم ذلك كانت لكم المكانة والمنزلة الطيبة في نفوسهم وتكونوا بذلك قد فوتم الفرصة على البعض ممن يريد اثارة الظنون السيئة بكم ولئن كان في التثبت وضبط النفس  رعاية للموازين والقيم النبيلة بعض الخسارة العاجلة فانه اكثر بركة واحمد عاقبة وارجى نتاجا
  • تشكو العديد من العشائر في محافظة الانبار من الذين عبّروا عن موقف وطني مسؤول بتصديهم لعصابات داعش من قلة السلاح والعتاد اللازم لإدامة صمودها، ومن قلة المواد الغذائية المطلوبة لعوائلهم المحاصرة وهي تتعرض لإغراءات من هنا وهناك لتغيير موقفها. ونحن اذ نقدر ان الامكانات المتاحة للحكومة لا تفي بتوفير احتياجات هؤلاء الاخوة بصورة كاملة الا انه لابد من العمل على تقديم ما يمكن تقديمه لهم من السلاح والعتاد لاستمرار صمودهم وثباتهم امام هجمات عصابات داعش بالإضافة الى ضرورة تأمين المواد الغذائية لهم ولعوائلهم
  • نهيب مرة اخرى بالمواطنين جميعاً خصوصاً الميسورين منهم ان يستمروا في بذل ما يمكنهم بذله لسد حاجات هؤلاء المواطنين الذين هم اخوة واخوات لنا شاءت الاقدار ان يهجروا وينزحوا عن مدنهم واراضيهم – فالمأمول من كل مواطن لديه فائض من مال او طعام او مأوى او غير ذلك ان يبذله للنازحين والمهجرين مراعياً في ذلك حفظ كرامتهم وعدم المنّ به عليهم
  • فان ذلك بالإضافة الى ما فيه من الاجر والثواب العظيم مما فيه فوائد عظيمة للبلد اذ يشد من الاواصر الاجتماعية بين ابنائه ويعزز الوحدة الوطنية والتلاحم بين مختلف المكونات خصوصاً في هذه الظروف الحرجة[62].
  • إننا نعتز بوطننا وبهويتنا وباستقلالنا وسيادتنا، وإذا كُنّا نرحب بأية مساعدة تقدّم لنا اليوم من إخواننا وأصدقائنا في محاربة الإرهابيين ونشكرهم عليها فإن ذلك لا يعني في حال من الأحوال بأنه يمكن أن نغضّ الطرف عن هويتنا واستقلالنا، ولا يمكن أن نكون جزءاً من أية تصورات خاطئة في أذهان بعض مسؤولين هنا أو هناك... إننا نكتب تاريخنا بدماء شهدائنا وجرحانا في المعارك التي نخوضها اليوم ضد الإرهابيين وقد امتزجت دماء مكونات الشعب العراقي بجميع طوائفهم وقومياتهم.
  • ضرورة حفظ هذا التاريخ الناصع من خلال التوثيق لكل جزئيات الأحداث خوفاً من التضييع أو التبديل ومن حق الأجيال القادمة أن تطلع على تاريخنا وأن تقرأه واضحاً وصادقاً كما قرأنا نحن تاريخ أسلافنا[63].
  • بعض الجهات تحاول إضعاف معنويات المقاتلين في الجبهات وزرع القلق والتوجس في نفوسهم والتشكيك في صحة إجراءاتهم وخططهم و إعطاء صورة غير واقعية ومبالغ فيها عن قدرات أعدائهم والمأمول من هؤلاء الأبطال عدم الاعتناء بهذه المحاولات والتوكل على الله عزو جل في جميع خطواتهم مع توخي قياداتهم المزيد من المهنية والتخطيط العسكري الصحيح في التقدم لتحرير ما تبقى من المناطق من سيطرة عصابات (داعش) الإجرامية، قال الله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)[64].
  • ينبغي أن تتوحد جميع الأطراف المشاركة في مقاتلة الإرهابيين تحت راية العراق ولا ترفع راياتها الخاصة بها لئلا يتسبب ذلك في إثارة بعض الهواجس والمخاوف، كما ننبه على تأكيد سماحة المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني – دام ظله- بأنه لا يرضى أبداً برفع صوره في جبهات القتال والأماكن المحررة فعلى جميع محبيه رعاية ذلك.
  • إن الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد وما تشهده جبهات القتال مع الإرهابيين من تضحيات مقاتلينا الأبطال من أبناء القوات المسلحة والمتطوعين تقتضي تلاحم الصفوف وتوحيد الكلمة وتوجيه كل الإمكانات لهذه المعركة المصيرية بالإضافة إلى رعاية النازحين وذوي الشهداء و عوائل المقاتلين في الجبهات، ولكن تصل بين الحين والآخر  أخبار مؤسفة عن وقوع التناحر والقتال بين بعض العشائر في بعض مناطق العراق تذهب ضحيته العشرات من القتلى والجرحى وهو  أمر  يبعث على الألم والأسى ويدل على عدم شعور المتورطين في ذلك بالمسؤولية الوطنية والشرعية واسترخاصهم لدماء المواطنين الأبرياء لأسباب تافهة وغير مقبولة[65].
  • إن التقاطعات في وجهات النظر لها نتائج غير حميدة في المواقف العسكرية والأمنية بل لابد من تكثيف اللقاءات والمشاورات من أجل وضع الخطط اللازمة والكفيلة بطرد الإرهابيين خصوصاً وأن الجيش والمتطوعين وأبناء العشائر قد أثبتوا قدرتهم الفائقة على العدو وإلحاق الهزيمة به...نؤكد على ضرورة عدم غياب التنسيق بين القيادة العامة للقوات المسلحة والإخوة المتطوعين والجيش والعشائر في جميع الخطوات والقرارات.
  • لا يخفى عليكم أيها الإخوة أن أي حرب تكلّف البلد الذي يخوضها تكاليف باهظة مادية وبشرية وإن في بلدنا الحبيب العراق تتوفر طاقات علمية كثيرة من شأنها أن تبدع وتتكفل بتوفير المستلزمات العسكرية لذا على المؤسسة العسكرية أن تتخذ خطوات جادة في تصنيع ما يمكن تصنيعه محلياً من الموارد التي تحتاجها المعركة ولا تعتمد على استيراد هذه الأعتدة من الخارج خصوصاً وأن في هذه المؤسسة أو مؤسسات الدولة الأخرى بعض الخبراء في هذا المجال ولهم القدرة على التصنيع مع وجود بعض المنشآت التي يمكن الاستفادة منها. وهي بحاجة إلى تأهيل بعض بناها التحتية بشكل بسيط...إن تنفيذ ذلك من شأنه أن يخفف الأعباء المالية الثقيلة التي يعاني منها البلد ويوفر الخزين الاستراتيجي الذي يحتاجه...على الدولة أن تهتم بالصناعة المحلية العسكرية وتدعمها بشكل جاد...هذا من جهة ومن جهة أخرى لابد من الاهتمام كثيراً بالجهد الهندسي العسكري والتعامل مع بعض المفاصل المهنية بدقة عالية إذ إن الجهد العسكري الهندسي سيقلّل من الخسائر إلى الحد الأدنى ويحمي أرواح مقاتلينا ويدفع عنهم الأخطار ويسهّل تطهير المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين.
  • إن من أغلى ما تقدّمه الشعوب من أجل أن تحيا حياة كريمة هي الدماء وقد بذل هذا الشعب الكريم دماء عزيزة عليه ولا زالت الأمهات والزوجات الفاضلات يحثثن أبناءهن وأزواجهن على القتال للدفاع عن كرامة هذا البلد وهو موقف مشرّف سيحفظ لهؤلاء جميعاً...لكن لا زال الاهتمام بالشهيد دون المستوى المطلوب...على الدولة أن تفخر بهذه الدماء سواء من الجيش أو المتطوعين أو أبناء العشائر الغيورة وتهتم بهم بل تبحث عن الأساليب الجديدة والمؤثّرة من أجل تكريمهم وتكريم عوائلهم. لابد من استذكارهم في أية مناسبة وطنية للاهتمام بالشهداء وعلى الحكومة أن تسعى جادة لتكفل هذه العوائل وتبذل لها كل الإمكانات اللازمة لتخفيف الأعباء عن كاهلهم خصوصاً وأن أغلب تلك العوائل هي من العوائل المحرومة التي دفعتها غيرتها وتكليفها الشرعي والوطني للحفاظ على البلد من شرور الإرهابيين...على الإخوة في البرلمان الموقّر أن يقنّنوا القوانين اللازمة لحفظ حقوق هؤلاء الإخوة وعوائلهم الكريمة والاحتفاء بهم والاعتراف بأن البلد حفظ بدمائهم
  • على الدولة أن تبحث عن كل وسيلة من أجل أن تتكفل بعلاج الجرحى في داخل أو خارج العراق وكذلك المنظمات المدنية عليها أن تقوم بوظيفتها في إبراز مظاهر الدفاع عن الوطن وكرامته ومقدساته من خلال هؤلاء الأبطال وتسليط الضوء إعلامياً وتاريخياً عليهم...فها هم ذخيرة العراق الحيّة والأمة تحيا بهذه الذخائر[66].
  • ضرورة التوكل على الله تعالى والثقة بقدرات مقاتلينا ووضع الخطط العسكرية المناسبة المبنية على مشاركة أبناء العشائر الوطنية الأصيلة والمواطنين الغيارى في هذه المناطق في عمليات التحرير، ولا ينبغي  بعد ذلك الاهتمام بما تهوّله بعضُ الجهات من تضخيم قدرات العدو ودفاعاته، فقد أثبتت معارك تحرير (تكريت وجرف الصخر وبلد  )خواء هذه التنظيمات وضعفها أمام إيمان وإصرار العراقيين على تحرير أراضيهم والدفاع عن أعراضهم ومقدساتهم.
  • إن المطلوب من الحكومة العراقية والقوات المسلحة ومن يساندها من المتطوعين أن يهتموا اهتماماً بالغاً بحفظ وحراسة ممتلكات المواطنين في المناطق التي يتم تحريرها ولا يسمحوا لأي كان بالتعدي عليها، إن هذا الأمر بالإضافة إلى كونه واجباً دينياً ووطنياً وأخلاقياً مما له دور مهم في ترغيب مَن لَم يقرروا بعدُ المشاركة في تحرير مناطقهم أن يقرروا المشاركة فيه، وهذا مكسبٌ مهمٌ للجميع.
  • نؤكد مرة أخرى على ضرورة الاهتمام بالمتطوعين وصرف رواتب من تأخرت رواتبهم لعدة شهور، وأيضاً دعم العشائر الأصيلة ممن يوثق بمواقفهم الوطنية وغيرتهم على أراضيهم ومدنهم دعمهم بكل ما يمكن من سلاح وعتاد ومؤونة ليشاركوا بفاعلية في عملية تحرير مناطقهم، فإن لذلك دوراً اساسياً في تحقيق ما يهدفُ إليه الجميع من عودة الأمن والاستقرار إلى هذه المناطق بعد تخليصها من عصابات (داعش)[67].
  • إن التطورات الأمنية الأخيرة الإيجابية لم تكن لتحصل لولا همّة وشجاعة وإخلاص الإخوة الحريصين على البلد من القوات المسلحة والمتطوعين والعشائر الذين بذلوا جهداً كبيراً من أجل استعادة الأراضي المغتصبة التي كانت تسيطر عليها الجماعات الإرهابية.
  • الإسراع في تنظيم أمور الشهداء والجرحى وتهيئة جميع اللوازم للحفاظ على حقوقهم.
  • الاهتمام بالمقاتلين فعلاً في ساحات القتال ومراكز التدريب وتوزيع مستحقاتهم بصورة منظمة وكاملة فإن بعضهم رغم صعوبة أوضاعهم لا زالوا يقاتلون ولم يستلموا مستحقاتهم منذ أكثر من (8) أشهر إلا مرة أو مرتين، وإن أعدادهم ليست بالقليلة وهذا الموضوع ذكرناه سابقاً، ولكن لم نلمس إجراءات جديّة بل إن بعض الجهات تحوّل المسؤولية عنها إلى غيرها والأخرى كذلك، والنتيجة أن المقاتلين لا زالوا بين الوعود.
  • الاهتمام بالمقاتلين من جهة توفير المستلزمات الضرورية الطبية الميدانية بالتعاون مع الأجهزة المختصة وإسعاف جرحاهم بصورة سريعة، فإن بعد المسافة بين الإصابة والعلاج قد يستغرق وقتاً ربما يؤدي إلى الوفاة.
  • توفير كل ما تحتاجه المعركة من أسلحة وأعتدة بالمقدار الكافي مع تأكيدنا على ضرورة تصنيع ما يمكن تصنيعه، وبالاستفادة من الخبراء المحليين في هذا المجال[68].
  • على الجهات المعنية بوضع الخطط العسكرية لجبهات القتال، وحماية المناطق المعرضة لاعتداءات الإرهابيين أن تهتم بأن تكون خططها شاملة محكمة لا تدع مجالاً لأي ثغرة يمكن أن يستغلها العدو، فيتقدم من خلالها لتسجيل بعض الانتصارات، وإن كانت محدودة ومؤقتة...إن تركيز الاهتمام على بعض المناطق والاسترخاء في مناطق أخرى يستتبع نتائج غير محمودة، كما لوحظ ذلك في ما تعرض له (مصفى بيجي)مؤخراً.
  • من الضروري – كما قلنا أكثر من مرة- أن يشارك أبناء المناطق التي يسيطر عليها (داعش) في تحريرها وتخليصها من شرور هؤلاء الإرهابيين، وأن يكون لهم الدور الأساس في ذلك؛ لأنهم أولى به من غيرهم... إلا أنه لا مانع – من حيث المبدأ- أن يشاركهم في هذه المهمة غيرهم من العراقيين ممن لهم القدرة على ذلاك، وإن اختلفت عناوينهم وانتماءاتهم، فإنهم أبناء وطن واحد يجمعهم لمصير المشترك وعنوان العراق الواحد الذي هو وطنهم جميعاً بالإضافة إلى أن بقاء تلك المناطق تحت سيطرة الإرهابيين يُعرّض المناطق المجاورة لخطر دائم، وكيف يمكن توفير الأمن والاستقرار للعاصمة العزيزة (بغداد) – على سبيل المثال- إذا بقيت أجزاء مهمة من محافظة الأنبار المجاورة تحت سيطرة (الدواعش)؟.
  • أن بعض المواقع التي تقع تحت سيطرة (داعش) أو تسعى للسيطرة عليها هي ذات صفة سيادية وطنية كحقول النفط، والمصافي، والمنافذ الحدودية، والقواعد العسكرية، فكيف يمكن إيكال أمر استرجاعها أو حمايتها إلى بعض العراقيين خاصة وهي لا تخصّ أصحاب دين أو مذهب أو قومية منهم بالخصوص.
  • إن محاولة البعض في الداخل أو الخارج للتفرقة، والفصل بين المقاتلين من أبناء الشعب الواحد، وإلصاق عناوين طائفية بالبعض ممن يقاتلون إلى جانب القوات العراقية المسلحة، ويشاركهم إخوة لهم من طوائف وديانات أخرى إنما يراد منها إضعاف الجهد القتالي الوطني، والطعن في من استرخصوا الأرواح والدماء في سبيل حماية أرض العراق وشعبه ومقدساته، بالرغم من أنهم ينتمون إلى مناطق مختلفة في لونها المذهبي والديني، ولم يكن هدفهم ذا سمة طائفية أو دينية؛ بل حماية كل العراق بجميع مكوناته، فالمأمول من القوى السياسية وأصحاب القرار أن لا يأبهوا بهذه المحاولات، وينطلقوا في مواقفهم وقراراتهم من المصلحة العليا للشعب العراقي كل الشعب العراقي، لا أبناء طائفة أو منطقة معينة.
  • أما أنتم يا أبناءنا الأبطال في القوات المسلحة! وأيها المتطوعون الغيارى! و يا أبناء العشائر الكرام ، لقد أثبتم خلال الأشهر الماضية عظيم شجاعتكم وبأسكم وبطولتكم، وأعدتم الثقة بقدرات العراقيين حين تمكّنتم خلال فترة زمنية قياسية من تحرير مدن ومناطق مهمة ك (جرف الصخر، والعظيم، وآمرلي، وجبال حمرين، والدور، والعلم، وتكريت) في وقت كان الكثيرون يعتقدون بصعوبة وطول المدة المطلوبة لتحريرها...وها أنتم اليوم أمام مسؤولية الاستمرار في منازلة الإرهابيين؛ لتخليص البلد منهم نهائياً، ونحن واثقون بأنكم أهل لتحمل هذه المسؤولية وأن النصر حليفكم وستتحرر بقية مناطق العراق على أيديكم من رجس الدواعش وأتباعهم إن عاجلاً أو آجلاً.
  • لقد استبسل الكثير من الضباط والجنود والمتطوعين وأبناء العشائر دفاعاً عن (مصفى بيجي) و (مدينة الرمادي) وأطراف (الدجيل) وسطروا ملاحم الشهادة والتضحية في أروع صورها ولا يسعنا إلا أن نخضع إجلالاً وتقديراً لهؤلاء الأبطال، ونترحم على شهدائهم الكرام وندعو لذويهم بالصبر والسلوان، ولجرحاهم بالشفاء العاجل.
  • نؤكد مرة أخرى على الجهات المعنية بضرورة الاعتناء بالجرحى خصوصاً أصحاب العوق والإصابات الخطيرة، وتسهيل أمور علاجهم ولاسيما من يحتاج إلى العلاج خارج القطر، وأن يولوا اهتماماً استثنائياً بعوائل الشهداء ويسرعوا في إعطائهم حقوقهم[69].
  • أن يتحرى المسؤولون الدقّة في اختيار العناصر القيادية لإشغال المواقع المهمة التي تتمتع بالحس الوطني والكفاءة العالية وأن يؤمن بطبيعة المعركة وأنها معركة للدفاع عن هذا البلد من شرور الإرهابيين إذ إن المسؤول وفي أي موقع لابد أن يؤمن إيماناً حقيقياً بأحقية معركته حتى يقاتل بشجاعة وبسالة بل يطور قابلياته وقابليات من معه لتحقيق النصر إن شاء الله، ومن الطبيعي في هذه الظروف لابد أن يتشكل فريق من أهل الخبرة والدراية لاختيار القيادات العسكرية في مواقعها المهمة حتى يكون القرار سليماً. و أن لا يتسلل إلى المواقع الحساسة من لا يكون بمستوى المسؤولية خصوصاً وإنما ما حدث في محافظتنا العزيزة نينوى وكان ما كان من تداعيات لابد أن تكون ماثلة بتجربتها أمام الإخوة المسؤولين والاستفادة منها إذ إن الدماء عزيزة ولابد أن تبذل قصارى الجهود للحفاظ عليها.
  • لابد من الاعتماد على العقول العراقية التي لها خبرة في صناعة الأسلحة والأعتدة وتنشيط هذه الخبرات وتوفير الأجواء لها وتسخير الإمكانات المتاحة واتخاذ قرار جريء وسريع بذلك فالاعتماد على أنفسنا في توفير ما يتيسر من الوسائل الضرورية للدفاع عن بلدنا هو جزء من الأمن العسكري الذي لابد أن يتوفر.
  • التعامل مع المعلومة الاستخباراتية بجدّية ومتابعتها وترتيب الأثر عليها فكم من معلومة كانت صحيحة لم يعتنَ بها كانت لها نتائج وخيمة نعم لابد من اختيار العناصر الجيدة والمهنية والصادقة للعمل الاستخباراتي. توحيد الجهد الاستخباراتي وتوظيفه بشكل منهجي دقيق حتى تستفيد منه الجهات المسؤولة[70].
  • أن يأخذ جهاز الاستخبارات حقه من الاهتمام ويبنى على أساس مهني صحيح ليتمكن من أداء دوره في إنجاح المؤسسة العسكرية كما دعا إلى ضرورة أن تبادر جميع القوى التي تقاتل الإرهاب في هذه المرحلة بالذات إلى تنسيق جهودها وتتعالى عن المصالح الفئوية والشخصية فإن هذا من أهم الشروط في نجاحها وانتصارها.
  • في ظل عدم قيام المؤسسات الحكومية بتأمين حوائج الجرحى وذوي الشهداء والعوائل النازحة بالشكل المطلوب فإنه يجدر بميسوري الحال من المواطنين الكرام أن يستمروا في تقديم العون لهم كما قاموا بذلك خلال الشهور الماضية، أداءً للمسؤولية الوطنية والشرعية والأخلاقية كما نوصي جميع المواطنين بضرورة التعامل بالحسنى وحفظ كرامة النازحين الذين تركوا ديارهم وأموالهم كرهاً ويحنون للرجوع إليها في أقرب فرصة ممكنة. فالله الله في هؤلاء فهم إخوانكم وأخواتكم الذين ينبغي أن تحبوا لهم ما تحبون لأنفسكم وتكرهوا لهم ما تكرهون لأنفسكم[71].
  • ان زمام المبادرة لابد أن يبقى دائماً بيد القوات المسلحة والإخوة المتطوعين والعشائر الغيورة فإن الأيام الماضية وما قبلها كان واضحاً في بعض المناطق أن البناء كان على الدفاع أكثر من الهجوم وهذا يمكّن العدو من أن تكون المبادرة بيده وهو عامل سلبي في طريقة إدارة المعركة لذلك لابد من وجود خطة حكيمة ودقيقة تضع استراتيجيتها شخصيات مهنية ووطنية مخلصة ورسم خارطة لحل المشاكل الأمنية والعسكرية والبدء بتطهير جميع أراضي العراق من الإرهابيين.
  • ضرورة الاستفادة من العقول العسكرية التي لها الخبرة الكافية في هذا المجال وهي موجودة ومتميزة لتقديم خدماتها فلابد للجهات ذات العلاقة أن تستعين بها لأن ذلك ضروري للانتصار في هذه المعركة التي يخوضها الشعب العراقي ضد الدواعش الإرهابيين.
  • إن ما حدث في الأيام القليلة في بعض مناطق العراق لم يكن قتالاً شديداً فإنه قد حدث ما هو أقوى منه وكانت الغلبة للجيش والإخوة المتطوعين لكن الذي حدث أخيراً هو التأثر في الإشاعة بطريقة أدّت إلى تصوير الوضع أكثر من حجمه الطبيعي وقد أثّر ذلك على نفسية بعض المقاتلين إن الحرب النفسية سلاح من أسلحة المعركة ويجب التعامل معه بمهنية عالية ولابد من أن تتهيأ جميع أنواع التعبئة اللازمة لها.إن بعض القيادات العسكرية وللأسف الشديد يساعد على انكسار من معه في المعركة ربما بسبب عدم قناعته بها أو عدم وطنيته أو بساطة تفكيره بحيث يصدق الإشاعة مما يجعل وجوده على رأس مجموعة كبيرة عرضة للخطر عليها، مشدداً على ضرورة فرز الأشخاص من خلال الأحداث واستبدال غير الكفوء وغير المهني والذي لا يتمتع بالشجاعة اللازمة يستبدلون بآخرين أولي بأس شديد لا تأخذهم في الله لومة لائم.
  • أن الدماء العزيزة التي تُراق لابد أن تزيد من العزيمة والقوة إن الإشاعة سلاح فتاك لابد من التعامل معه بحذر ولعلّ من جملة أسباب تصديق الإشاعة هو عدم وجود القيادات العسكرية في ميدان القتال إذ لو كانوا موجودين لما انطلت عليهم هذه الحيل الجبانة وعليه لابد من التأكيد على هذا الأمر وحضور القادة العسكريين في ميادين المعارك على أن حركة العدو جيئة ورواحاً ومعرفة مكانه لم تعد أمراً عسيراً وبالإمكان التأكد منها من خلال الأجهزة الاستخبارية الموثوقة بعيداً عن الإشاعات غير الواقعية.
  • إن الإخوة المتطوعين الذين لا زالوا في ساحات القتال وأعطوا دماء زكية هم يدافعون عن العراق بأسره لأن الخطر عندما يداهم محافظة معينة أو منطقة خاصة فهذا لا يعني أن أهل المنطقة هم المتضررون فقط بل الخطر على البلاد جميعاً وهم خلال الأشهر الماضية أثبتوا أنهم يقاتلون بقوة لطرد الإرهابيين من جميع بلادنا مكنّهم الله تعالى من ذلك...داعياً السياسيين إلى توحيد مواقفهم تجاه من يدافعون عن البلد بل يكون لزاماً عليهم أن يساعدوهم بكل ما يمكن فالذي يبذل دمه في سبيل وطنه وشعبه ومقدساته يستحق أن يُدعم معنوياً ومادياً فإن هذا تاريخ يطرّز بأحرف من نور على جباههم فهم قد تركوا الأهل والأولاد والديار وامتثلوا واجبهم الوطني والأخلاقي والديني من أجل تطهير البلاد مع ما هم عليه الآن من قلة المال والسلاح  هؤلاء يستحقون الإكرام اللائق من جميع الساسة.
  • على الإخوة الساسة أن يعوا أن البلد في خطر حقيقي وهؤلاء الإخوة بذلوا دماءهم فهم ليسوا في نزهة أو رحلة ترفيهية عليهم أن يقدروا ذلك والسياسي الذي يشكك بذلك عليه أن يراجع نفسه مبيناً أن على السياسيين أن يجتمعوا على خطاب واضح ورؤية مشتركة في الحفاظ على أمن وسيادة ووحدة العراق وأن لا تكون اختلافات وجهات النظر مانعة عن إدراك المخاطر الحقيقية للبلاد وفق الله الجميع لخدمة البلد ومتّعنا ببلد آمن وبرعاة يحفظون حرمة هذا البلد ونسأل الله تعالى أن يرينا فيه كل خير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين[72].
  • في الايام الماضية تحققت ايضاً انتصارات مهمة لقواتنا البطلة من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين في منطقة بيجي، كما حققت هذه القوات بمساندة ابناء الشعائر الغيارى تقدماً ملحوظاً في محيط مدينة الرمادي، فلجميع هؤلاء الاعزة كل الشكر والتقدير مصحوباً بالدعاء الى الله العلي القدير ان يحفظهم ويحميهم ويحقق المزيد من الانتصارات على ايديهم. و المرجو من الاجهزة الامنية بمختلف صنوفها المزيد من اليقظة والحذر والتنبه – ونحن على ابواب شهر رمضان المبارك- لتفويت الفرصة على عصابات داعش في محاولاتهم تنفيذ عمليات ارهابية في العاصمة بغداد وغيرها من المناطق لزعزعة الامن وسفك المزيد من دماء المواطنين الابرياء او محاولاتهم مهاجمة بعض المناطق الرخوة في جبهات القتال من اجل التعويض عن هزائمهم وخسائرهم لمناطق اخرى كمدينة بيجي وغيرها.
  • المطلوب من قواتنا المسلحة البطلة ادامة زخم تقدمها وانتصاراتها بالتهيؤ المناسب لتحرير سائر المناطق بأسرع ما تسمح به الامكانات والاستعدادات مع التأكيد مجدداً على ضرورة توفير الفرصة لأكبر مشاركة ممكنة من اهالي هذه المناطق في تحرير مناطقهم.
  • قد مرت شهور طويلة على مأساة قاعدة سبايكر وما يزال آباء وامهات واولاد وزوجات الكثير من المغدورين يجهلون مصير ابنائهم – هل فيهم احياء ليجدّوا في البحث عنهم عسى ان يحظوا بعودتهم... ام هم جميعاً اموات فأين هي جثثهم ليقوموا بتجهيزها ودفنها ويطووا بذلك رحلة البحث المضني والمشاعر القلقة على مصير احبتهم، والذي يزيد هؤلاء معاناة وألماً هو ما يلمسونه من عدم اهتمام وجدية بعض المسؤولين في التجاوب والتعاطف مع مطالبهم.  بذل المزيد من الاهتمام للكشف عن مصير جميع هؤلاء الاحبة في أسرع وقت ممكن. موضحا ان عوائلهم تطالب ايضاً بالتخفيف عن معاناتهم بتسلم رواتب ابنائهم كل في محافظته بدلا من العاصمة بغداد.، كما تطالب باستقبال المسؤولين لهم كلما احتاجوا الى ذلك. ونأمل ان تجد هذه المطالب آذاناً صاغية من قبل المسؤولين[73].
  • نؤكد على القيادات العسكرية كافة ضرورة تحقيق اعلى درجات التنسيق الميداني بين المجاميع المشاركة في القتال ولزوم اتباع خطط عسكرية مناسبة لطبيعة القتال داخل المدن وعدم اعتماد الطرق التقليدية... والاهتمام بتدريب المقاتلين على هذا النحو من المعارك وان استلزم بعض الوقت، فان ذلك مما يساهم في تحقيق النصر وتقليل الخسائر البشرية والمادية..
  • الحفاظ على ارواح المقاتلين وتقليل الاصابات في صفوفهم مهما امكن يجب ان يكون في سلّم اولويات القادة العسكريين، ولهذا الغرض لابد من الاستعانة بكل الامكانات والخبرات المتاحة لوضع الخطط والبرامج المناسبة لكل معركة يريدون الخوض فيها. مبينا ان اندفاع المقاتلين الابطال لخوض غمار أي معركة مهما تطلبت من تضحيات لا يعفي القيادات العسكرية عن مسؤوليتها الجسيمة في اتخاذ الاجراءات الكفيلة لتحقيق الانتصار على العدو بأقل الخسائر والاصابات.
  • العناية بالجرحى الابطال انطلاقاً من كون هذه العناية جزءاً مهماً من المسؤولية الشرعية والوطنية والاخلاقية الملقاة على عاتق جميع الكوادر والمسؤولين المختصين. مشيرا ان من جملة ما تلزم مراعاته الاسراع في احالة الجرحى ممن يستعصى علاجهم داخل العراق وارسالهم الى الدول المتقدمة في امكانياتها العلاجية تلافياً لما يحصل بالتأخير من مضاعفات على صحة هؤلاء الاعزة الذين لا يعلم الا الله تعالى حجم معاناتهم من الجراح التي اصيبوا بها – كما نؤكد على اهمية التعامل الاخلاقي مع الجرحى واشعارهم بقيمة تضحياتهم وانهم موضع رعاية واهتمام وعدم صدور أي تصرف او قول يشعرهم بأنهم كلًّ على الآخرين مجددا دعوته للمواطنين الميسورين ان يوظفوا جزءاً من امكاناتهم المالية في سبيل رعاية الجرحى ومتابعة حالاتهم وتخفيف معاناتهم والله لا يضيع اجر المحسنين[74].
  • تشير المعلومات الواردة من ميادين القتال مع عصابات داعش خصوصاً في بعض المدن المهمة كـ (بيجي) ومن خلال ما تكشفه الوثائق التي يعثر عليها مع قتلاها الى وجود عدد غير قليل من اصحاب الجنسيات الاجنبية والعربية (غير العراقية) الذين يقاتلون ضمن عصابات داعش مما يكشف عن استمرار تهاون وعدم جدية بعض الاطراف الاقليمية والدولية في منع تدفق عناصر جديدة لهذا التنظيم الى العراق لإمداد وتعويض قتلاهُ في المعارك التي سطرَ فيها ابطال القوات المسلحة والمتطوعون انتصاراتهم الرائعة الاخيرة.
  • ان استمرار سياسة اللامبالاة بل غض النظر المقصود او غير المقصود عن تدفق هؤلاء المغرر بهم الى العراق سيفاقم من خطورة هذه العصابات على هذا البلد وعلى المنطقة بأسرها، بل سيشكل تهديدا حقيقياً للدول التي ينطلقون منها حيث ان من الممكن ان يعودوا اليها مستقبلا ليشكلوا خلايا ارهابية تنشط في الاخلال بأمنها واستقرارها. ان دول المنطقة وبالخصوص المجاورة للعراق وكذلك الدول التي ينطلق منها هؤلاء الارهابيون مدعوة الى اتخاذ اجراءات حاسمة تحد من التحاق عناصر جديدة بهذا التنظيم الارهابي ولا سيما بملاحظة تزايد عدد الدول التي ينتشر فيها الفكر التكفيري خاطفا عقل وروح العديد من مواطني تلك الدول شباباً وشيباً، رجالا ونساءً، مما يفرض تكاتفاً دولياً للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
  • نشيد مرة اخرى بجهود الكوادر الطبية العاملة بجد واخلاص في المستشفيات والمفارز الطبية الميدانية ونشكرهم على ما يؤدونه من خدمات كبيرة للمقاتلين الابطال ونكرر دعوتنا لجميع الكوادر الطبية خصوصاً اصحاب الاختصاص الجراحي ان يساهموا في تطبيب وعلاج الجرحى ميدانياً او في المستشفيات ويشاركوا بفاعلية في هذا الامر المهم الذي يمثل امراً مطلوباً منهم وطنياً وشرعياً واخلاقياً.
  • نؤكد ايضاً على المسؤولين في الوحدات المقاتلة المعنيين بأمور الجرحى ان يلتزموا باحترام الكوادر الطبية وعدم تدخل في شؤونهم والتجنب عن تعريضهم للإهانة او التهديد فانه مما لا مسوغ له بالإضافة الى ما يتسبب فيه من الاحباط والعزوف لدى هذه الكوادر عن العمل في هذا المجال[75].
  • تواصل القوات الامنية البطلة في جهاز مكافحة الارهاب وغيره من صنوف القوات المسلحة – ومعهم المتطوعون الابطال والغيارى من ابناء العشائر- منازلة الارهابيين في مناطق مختلفة ولاسيما في عدد من احياء مدينة الرمادي وغيرها في محافظة الانبار. وفي الوقت الذي نقدّر ونثمّن عالياً انجازاتهم وانتصاراتهم نؤكد مرة اخرى على ضرورة مشاركة عدد اكبر من ابناء هذه المناطق في المعارك خصوصاً ابناء العشائر الغيارى ممن عرفوا بحميتهم وغيرتهم على العراق ووحدته وكرامته وعزة شعبه، كما ان مشاركة اخوانهم من المتطوعين من مناطق اخرى في هذه المعارك تزيدهم اقتداراً عسكرياً وقوة معنوية تعزز قدراتهم الفعلية وتعكس تلاحماً وطنياً يثبت وحدة الهدف وشعور الجميع بالانتماء الى العراق الواحد الموحد ويفوّت الفرصة على من يريد التفرقة بين من هبوّا من مناطق متعددة الانتماءات في سبيل تخليص البلد من الارهاب الداعشي[76].
  • المعركة مع الارهابيين (الدواعش) هي معركة مصيرية بكل ما لهذه الكلمة من معنى. وأبنائنا الميامين الذين يستبسلون في جبهات القتال انما يقومون بالمهمة الاصعب والاسمى في هذه المعركة وعلى الاخرين حكومة وشعباً ان يقدّموا كل ما باستطاعتهم في سبيل اسناد المقاتلين ودعمهم وتقوية عزائمهم وتعزيز معنوياتهم ورعاية عوائلهم. ان ما ننعم به من امن واستقرار في مدننا ومناطقنا انما هو نتيجة جهود وتضحيات هؤلاء الابطال..
  • لا ينبغي ان تُنسينا معركة الاصلاحات عن المعركة التي يخوضها هؤلاء الاعزّة بدمائهم وأرواحهم بل ينبغي ان يكون دعمهم تسليحاً وتدريباً وتنظيماً وتمويلا من أهم ما يدعو اليه المطالبون بالإصلاح اينما كانوا[77]..
  • اتسعت في الآونة الاخيرة ظاهرة هجرة اعداد كبيرة من الشباب العراقي الى بلدان اخرى – حتى لوحظ انهم يستعينون بمجاميع التهريب المنتشرة في بعض البلاد المجاورة، ويتحملون مخاطر كبيرة لهذا الغرض، وقد وقعت حوادث مؤسفة أدت الى وفاة اعداد منهم... وهذه الظاهرة تبعث على القلق البالغ وتهدد بإفراغ البلد من كثير من طاقاته الشابة والمثقفة والأكاديمية، وقد ساعد على توسعها فقدان مزيد من الشباب لأدنى أمل بتحسن اوضاعهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية في المستقبل القريب وإحساسهم بعدم وجود فرصة حقيقية لتوظيف طاقاتهم العلمية بصورة ترضي طموحاتهم. في الوقت الذي نهيب بالمسؤولين ان يدركوا حجم مخاطر هذه الظاهرة وتداعياتها على البلد ويعملوا بصورة جادة على اصلاح الاوضاع والبدء بخطة تنموية شاملة في مختلف المجالات الاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية ويسعوا في تنشيط القطاع الخاص لتوظيف اكبر عدد من الشباب العاطلين عن العمل، فإننا نهيب بأبنائنا وأحبتنا من الشباب المحبطين من الاوضاع الراهنة ان يعيدوا النظر في خياراتهم ويفكروا ببلدهم وشعبهم ويتحلوا بمزيد من الصبر والتحمل ولينظروا الى نظرائهم من رجال القوات المسلحة والمتطوعين وأبناء العشائر الذين وضعوا ارواحهم على أكفهم ويقارعون الارهابيين في مختلف الجبهات ويقدمون الضحايا تلو الضحايا دفاعاً عن الارض والعِرض والمقدسات. هؤلاء الميامين الذين ينبغي ان يكونوا القدوة لجميع العراقيين في تحمل الصعاب والصبر على المكاره في سبيل عزة الوطن وكرامة الشعب[78].
  • لابد من الاهتمام بإدامة زخم الانتصارات التي تحققت خلال الفترة الماضية والحفاظ على الرصيد العددي والمعنوي للمقاتلين في قواتنا المسلحة ومن يساندهم من المتطوعين وابناء العشائر الغيارى. موضحا "اذا كان العراق يواجه اليوم تحديات ومصاعب على صعد شتى – كالأزمة المالية والمعركة مع الفساد وتكالب اصحاب المحاصصة السياسية على امتيازاتهم وغير ذلك- فإن هذا كله لا يبرر أي تراجع في الاهتمام بالجهد القتالي في المعركة مع الارهاب الداعشي.
  • التنسيق والتعاون المشترك بين قيادات القوات المقاتلة بمختلف عناوينها هو من الاسس المهمة للنجاح في هذه المعركة ولابد ان يستشعر الجميع – ويعملوا في ضوء ذلك- ان هذه المعركة هي معركة وطنية ومصيرية وان النجاح فيها هو نجاح للجميع وان أي انكسار لا سمح الله تعالى سيلقي بتبعاته وتداعياته على الجميع حاضراً ومستقبلا ً..مبينا ان ادامة الدعم والاسناد للمقاتلين سواء أكان من حيث السلاح والعتاد او الدعم اللوجستي او توفير رواتب المتطوعين وعوائل الشهداء او تكفل علاج الجرحى ونحو ذلك امر يحظى ببالغ الاهمية في هذه الظروف..
  • على الجهات الحكومية المختلفة ان تسخر امكاناتها المتاحة للجهد الحربي وتقديم العون لإخواننا وابنائنا الابطال في جبهات القتال.
  • كما ان المأمول من المواطنين جميعاً ان يقوموا بما يسعهم من دعم معنوي او مادي لهؤلاء الاعزة، كما دعا الذين انعم الله تعالى عليهم بوفرة من المال ان يبادروا الى رعاية المقاتلين وينفقوا مما آتاهم الله تعالى على عوائلهم وعوائل الشهداء ويتعهدوا بعلاج الجرحى تخفيفاً للعبء الملقى على عواتقهم[79]..
  • فان من الضروري ان تتظافر الجهود والمساعي في مكافحة هذا الداء الوبيل، وان يتوسع نطاق التصدي له من كل الجهات التي تستشعر خطره على البشرية، ومن المهم جداً ان تتوحد المواقف في مواجهته ولاسيما المواقف الداخلية، لما له من اثر بالغ في شد ازر المقاتلين في الجبهات وهم يذودون عن حياض الوطن ويسترخصون الارواح في الدفاع عن الارض والعرض والمقدسات[80].
  • على الدولة بكل مؤسساتها، ان تدعم هذه المعركة المصيرية، وتوفر لها الامكانات المتاحة من اجل ادامة هذا النصر، مستذكرة في نفس الوقت، الارادة القوية التي تمتع بها هؤلاء المقاتلون، رغم الظروف الصعبة لتلك الارادة القوية التي اوقفت الانهيار الذي مرّت بها المؤسسات في وقتها. وهذا الاستذكار من باب التوثيق التاريخي المهم جداً من جهة والشعور بالمسؤولية تجاه هؤلاء الابطال من جهة اخرى، حتى يندفع الاخوة المسؤولون نحو مسؤوليتهم التاريخية والوطنية في ابداء المساعدة اللازمة التي هي من الواجبات الوظيفية بالنسبة اليهم.
  • على الاخوة الاعزاء الذين يقاتلون من اجل شعب العراق وارضه ومقدساته، ان يعلموا انهم يخوضون اشرف المعارك واقدسها واهمها في تاريخنا المعاصر، وهم بذلك يكتبون تاريخاً مشرقاً ومشرفاً لبلدهم بدمائهم الزكية وعقولهم النيّرة وسواعدهم المفتولة، وعليهم ان لا يضعفوا عن القتال ولا يستكينوا ولا يهنوا ولا تفتر همتّهم، بل المأمول منهم... وهم أهل لذلك، ان يزدادوا ضراوة على الاعداء وبسالة في مواقع القتال وشجاعة اذا تقابلت الصفوف.
  • انكم ايها الاعزاء، ابطال العراق ونجبائه ومفخرته، حاضراً ومستقبلا ً، ويحق للعراقيين جميعاً ان يفخروا بكم ويفخروا بآبائكم وامهاتكم الذين قدموا فلذّات اكبادهم دفاعاً عن هذا الوطن، ويفخروا بزوجاتكم اللائي شجعنكم على الذهاب الى جبهات الحق، وحفظن الاولاد والبيوت في غيابكم... انكم جميعاً موضع فخرنا واعتزانا وتقصر الكلمات عن اداء بعض حقكم.
  • ايها المقاتلون الابطال من رجال القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الغيارى... انكم في خندق الحق وعدوكم في خندق الباطل، فكونوا حريصين على رعاية الحق والعدل في جميع خطواتكم، حافظوا على ما تقع تحت ايديكم من الاموال العامة او الاموال الخاصة للمواطنين واحموا الشيوخ والنساء والاطفال وكل بريء لا دور له في المعارك. عاملوا الجميع بالرأفة والرحمة والانسانية[81].
  • كما نؤكد على ضرورة ان نستلهم جميعاً من المبادئ التي انطلق منها الامام الحسين (عليه السلام) في حركته الاصلاحية العظيمة، ونسعى الى تطبيقها في حياتنا الفردية والاجتماعية.  ومن اهم ما يتمثل فيه ذلك في هذا الوقت الذي ابتليت فيه الامة بالعصابات الارهابية التكفيرية هو تعزيز الدعم والاسناد للمقاتلين الابطال في جبهات القتال، ورفع معنوياتهم، ومساعدتهم على اداء واجبهم، ومن ذلك توفير العيش الكريم لعوائلهم، ومعالجة جرحاهم، وتقديم العون للمحتاجين منهم، وكفالة ايتام شهدائهم والوصية بالثبات والصبر والايثار والتضحية في هذا الطريق مقتدين في ذلك بما جسده سيد الشهداء واهل بيته واصحابه (عليهم السلام) في يوم عاشوراء.
  • ان الانتصارات النوعية التي حققتها القوات المسلحة البطلة ومن يساندهم من المتطوعين الابطال وابناء العشائر الغيارى خصوصاً في مدينة بيجي ومصفاتها، والتي وثّقتها مختلف وسائل الاعلام، على الرغم من التهويل الاعلامي الذي سبق ذلك من ان هذه المنطقة حصن حصين للإرهابين، تؤكد حقيقة الاقتدار القتالي والمعنوي للمقاتلين الابطال بمختلف عناوينهم.
  • لجميعِ هؤلاء الاعزاء الذين سطروا ملاحم البطولة والتضحية والفداء عظيم التقدير والامتنان والعرفان ونسأل الله العلي القدير ان يرزقهم خير الدنيا وكرامة الاخرة، وان يحشر شهداءهم الابرار في جنات الخلد مع شهداء الطف، وان يمن على جرحاهم بالشفاء والعافية.
  • حيث ان هذه المعركة ترتبط بمصير العراق ومستقبله والحفاظ على هويته ومقدساته وحضارته ووحدته ارضا وشعباً، فمن الضروري توفير كافة الامكانات المتاحة للنصر فيها،  نصراً نهائياً بحيث لا يبقى في هذه الارض الطاهرة موطئ قدم للإرهابيين.
  • لابد من زيادة الدعم اللوجستي للمقاتلين في ضوء المعطيات والتجارب المستفادة من المعارك السابقة وتطوير آلية التنسيق والعمل المشترك بين صنوف المقاتلين من القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الغيارى بما يحقق نتائج افضل كما لوحظ في المعارك الاخيرة.
  • من الضروري تخصيص مبالغ اكبر في الميزانية العامة لتأمين احتياجات المتطوعين وابناء العشائر الذين يتحملون عبئاً كبيراً في مختلف المعارك ولكنهم يعانون من قلة الامكانات الحكومية المتاحة لهم، فان معظم الدعم يأتيهم من التبرعات الشعبية وهي لا تفي الا بقسم من احتياجاتهم[82].
  • ان الانتصارات الكبيرة التي حققها ابطال القوات المسلحة والمتطوعين وابناء العشائر الغيارى في المعارك الاخيرة يجب ان تحظى بعناية المسؤولين من مختلف مواقعهم، ويستخلصوا منها العبر والدروس، للاستفادة منها في المعارك القادمة ومنها، اهمية توفير كل الامكانات والتسهيلات المتاحة للقوات المقاتلة وتقديم احتياجاتهم على سائر الاحتياجات التي يمكن ان يرّحل تأمينها الى وقت آخر، حينما يتحسن الوضع المالي للبلد، ويتجاوز الازمة الخانقة الحالية، واهمية التنسيق بين القطعات المقاتلة بمختلف عناوينها، فإنه من اهم عوامل الانتصارات الاخيرة،
  • لابد للقيادات المعنية من بذل مزيداً من الجهد لغرض المزيد من التنسيق فيما بينهم، ومنها ضرورة الحيطة والحذر وعدم الغفلة عن العدو في مختلف الجبهات، فإنه ينتهز الفرصة اينما سنحت له واذا خسر في موقع حاول ان يباغت في موقع اخر، فلابد للقطعات العسكرية ان تكون يقظة، ولا تسمح له بالاختراق، ونسأل الله تعالى ان يخذله ويعجل بالقضاء عليه ويخلص بلدنا العزيز منه.
  • في هذه الايام، ومع حصول الامطار بكميات كبيرة ازدادت معاناة اخواننا واخواتنا في مخيمات النزوح من مختلف المناطق وتشير التقارير الى انهم يعيشون ظروفاً مأساوية لا تُطاق. ان مسؤولية مساعدة هؤلاء الاعزّة هي مسؤوليتنا جميعاً، ومن هنا نهيب بجميع المواطنين ان يهبّوا لنجدتهم وتقديم العون لهم، كل حسب ما يتيسر له، وليكن ذلك مع حفظ عزتهم وكرامتهم. ان القيام بهذه المهمة الانسانية والاسلامية، بالإضافة الى ما له من الأجر العظيم مما يزيد من التلاحم الوطني بين ابناء هذا الشعب، فينبغي مزيد الاهتمام به، من كل من يحرص على وحدة هذا البلد ارضاً وشعباً[83].
  • سبق ان اكدنا ان التحدي الاكبر والاخطر امام الشعب العراقي بمختلف اديانه وطوائفه وقومياته هو المعركة مع داعش وفكره الاقصائي ومنهجه الدموي، هذا التنظيم الارهابي الذي شملت جرائمه الوحشية مختلف بقاع الارض، وكان من نماذجها الاخيرة التي لفتت انظار العالم تفجير الطائرة الروسية والتفجيران في بيروت وباريس التي ذهب ضحيتها مئات المدنيين الابرياء، وقد قُدّر للعراقيين ان يكونوا في مقدمة من يقاتل هؤلاء الارهابيين، ويسعى الى كسر شوكتهم، ويساهم في القضاء عليهم، وكانت لهم بحمد الله تعالى انتصارات مهمة في هذا الطريق، ومن المؤكد ان النصر والظفر النهائي في المعركة مع داعش سيعود بثماره ومعطياته على جميع العراقيين وليس لبعضهم دون بعض، ومن هنا لابد من توحد جميع المكونات وتوظيف كل طاقاتها وامكاناتها لمعركة هي واحدة للجميع ضد هؤلاء الارهابيين، وعلى الجميع ان لا يسمحوا بانحراف المعركة عن مسارها الصحيح ولا يدعوا مجالا ً لزرع الفتنة والاحتراب بين صفوف ابناء الشعب العراقي، فانه لا يستفيد من ذلك الا تلك العصابات الاجرامية، وما حصل في طوز خورماتو مؤخراً من صدامات واعمال عنف وتخريب مؤشر خطير يدعو اصحاب العقل والحكمة من جميع الاطراف الى اتخاذ الاجراءات الكفيلة بعدم تكرر مثله والحفاظ على التعايش السلمي بين جميع المكونات على اساس سيادة القانون واحترام البعض للبعض الاخر في حقه في العيش الكريم الذي يحفظ له امنه واستقراره[84].
  • المطلوب من دول جوار العراق، بل من جميع الدول ان تحترم سيادة العراق، وتمتنع عن ارسال قواتها الى الارض العراقية من دون موافقة الحكومة المركزية ووفقاً للقوانين النافذة في البلد.والحكومة العراقية مسؤولة عن حماية سيادة العراق وعدم التسامح مع أي طرف يتجاوز عليها مهما كانت الدواعي والمبررات، وعليها اتباع الاساليب المناسبة في حل ما يحدث من مشاكل لهذا السبب، وعلى الفعاليات السياسية ان توحّد مواقفها في هذا الأمر المهم، وتراعي في ذلك مصلحة العراق وحفظ استقلاله وسيادته ووحدة اراضيه، وعلى المواطنين الكرام ان يرصّوا صفوفهم في هذه الظروف العصيبة التي يمرّ بها البلد، وان تكون ردود افعالهم تجاه أي تجاوز على السيادة العراقية منضبطة وفقاً للقوانين، وان تراعى حقوق جميع المقيمين على الارض العراقية بصورة مشروعة ولا يُنتهك شيئاً منها.
  • لا زالت قواتنا البطلة المتمثلة بالجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وابناء العشائر تقاتل الارهابيين بكل شجاعة وبسالة ساعية لتحرير بلادنا من الارهابيين، سائلين الله تعالى ان يعجّل بالنصر المؤزر لقواتنا على الارهابيين، ولا يخفى على الجميع ان المعارك ضد الجماعات الارهابية والسلوك الظالم لهذه الجماعات التي عاثت في الارض فساداً، قد افرز نزوح الكثير من العوائل من مناطقهم الى خارج المدن وهؤلاء الاخوة النازحون يعيشون ظروفاً قاسية جداً خصوصاً مع دخولنا في موسم الشتاء البارد من انعدام الخدمات الانسانية والطبية وفيهم الاطفال والنساء والشيوخ وعلى الجهات المعنية الاهتمام بهم اهتماماً خاصاً خصوصاً في المناطق الصحراوية حيث تنعدم كل المستلزمات الانسانية المطلوبة وعلى الدولة ان تتابع وبشكل مستمر وصول المساعدات التي رصدت لها ميزانية خاصة، اذ المعلومات تشير ان هناك اعداد كثيرة لم يصلها شيء اصلا ً او الواصل شيء يسير جداً لا يكاد يلبي الحاجات الضرورية، لذا يتحتم على الجهات المعنية ان تعجّل بتوفير الضرورات ولا سيما الامور الصحية وارسال بعض الفرق الطبية والادوية اللازمة هذا من جهة.
  • ان اعداداً كثيرة من الشباب وغيرهم القادرين على حمل السلاح من المناطق التي تعرضت للهجمات الارهابية قد حملتهم غيرتهم على بلدهم وعلى اعراضهم ان حملوا السلاح بوجه الارهابيين فلابد من بذل المزيد من الدعم لهم من المال والذخيرة والسلاح والسعي لتنظيم صفوفهم حتى يتمكنوا من دحر الارهابيين بمعية اخوتهم من الجيش والمتطوعين[85].
  • لشهداء فضل على الشعب العراقي بجميع اطيافه وطبقاته ومكوناته، واذا كان الشهيد في غنى عن الناس لأنه في مقعد صدق عند مليك مقتدر، فإن رعاية ايتامه وعائلته واداء حقوقهم وتوفير العيش الكريم له هو اقل ما يقتضيه الوفاء لدمه الزاكي وروحه الطاهرة، وهو مسؤولية كبيرة على اعناق الجميع، سواء الحكومة بمؤسساتها المختلفة او غيرها من الجمعيات الخيرية والمنظمات الانسانية، بل كل شخص قادر على القيام بهذه المهمة ولو من بعض جوانبها.
  • في الوقت الذي تشهد فيه ساحات القتال انتصارات متتالية للقوات المسلحة ومن يساندهم من المتطوعين ومقاتلي العشائر العراقية الاصيلة ــ وكان آخرها ما قام به المقاتلون الابطال من تحرير معظم مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار ــ فان مختلف القوى والاطراف العراقية التي يهمها مستقبل هذا البلد وتخليصه من ازماته الراهنة، وتسعى الى توفير العيش الكريم لجميع مواطنيه في امن وسلام مع الحفاظ على وحدة اراضيه، مدعوة الى ان تكثف جهودها و تزيد من مساعيها للتوافق على خطة وطنية متكاملة تفضي الى تحرير الاجزاء المتبقية التي لا تزال ترزح تحت سلطة عصابات داعش الارهابية، بعيداً عن بعض المخططات المحلية او الاقليمية او الدولية التي تستهدف ــ في النهاية ــ تقسيم البلد وتحويله الى دويلات متناحرة لا ينتهي الصراع بينها الى امد بعيد.
  • ان خلاص العراق وتجاوزه لأوضاعه الصعبة الراهنة، لا يكون الا على ايدي العراقيين انفسهم، اذا ما اهتموا بالمصالح العليا لبلدهم وقدموها على كل المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية ونحوها، واما الاطراف الاخرى سواءٌ الاقليمية او الدولية فمن المؤكد انها تلاحظ في الاساس منافعها ومصالحها، وهي لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة العراقية، فليكن هذا في حسبان الجميع[86].
  • من المؤكد ان استعادة جميع الاراضي التي استولت عليها عصابات داعش الارهابية، وإعادة اعمار مناطقها السكنية، وارجاع النازحين اليها، يجب ان تشكّل اولوية كبرى لدى الجميع وفي مقدمتهم اصحاب القرار في الدولة العراقية ونحن نحمد الله تبارك وتعالى انه قد تم خلال الاشهر القليلة الماضية تقدم كبير في تحرير العديد من المناطق التي كانت ترزح تحت سطوة الارهابيين وذلك بفضل جهود وتضحيات اعزاءنا المقاتلين من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وابناء العشائر وغيرهم. يخوض هؤلاء الابطال معارك شرسة لتحرير ما تبقى من مدينة الرمادي وهم يواجهون عدواً ظالماً لا يراعي ادنى الضوابط الاخلاقية في حربه معهم، ومن ذلك قيامه بمنع العوائل والمدنيين الابرياء من الخروج من المدينة واتخاذهم دروعاً بشرية لحماية نفسه مما يعقّد مهمة القوات المكلّفة بتحرير المدينة.
  • نؤكد على اعزتنا المقاتلين بأن يتخذوا كافة الاجراءات الممكنة لإبعاد الأذى عن الاهالي الابرياء وحمايتهم من المخاطر التي يواجهونها، نرفع اكف الضرّاعة الى الله تعالى العلي القدير، ان يمّن على قواتنا البطلة بالنصر المؤزر وان يتغمد شهداؤهم الابرار بواسع رحمته ويمنّ على جرحاهم بالشفاء والعافية[87].
  • نؤكد على المقاتلين الابطال بضرورة توفير الحماية للمدنيين الابرياء وتخليص من احتمى به العدو منهم بكل الوسائل المتاحة، واعلموا ان إنقاذ إنسان بريء مما يحيط به من المخاطر اهم واعظم من استهداف العدو والقضاء عليه، فابذلوا قصارى جهودكم في تأمين حياة المدنيين وإبعاد الأذى عنهم[88].
  • لا يجوز الاخذ بالظنة والشبهة والتوهم واعتباره من الحزم المطلوب في الحرب فان معنى الحزم ان يحتاط الانسان في اموره ولا يأخذ بما هو ظن وشبهه الذي لا يعد حجة يمكن ان يؤاخذ به الغير – ولا يدفعنكم البغض والحقد الناشئ من كراهة هؤلاء المعتدين على تجاوز حرمات اهلهم ومالهم واعراضهم – كما جاء في الآية الكريمة (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)[89].(ولا تهيجوا امرأة بأذىً وان شتمن اعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم)[90].
  • فاذا وصلتم الى دور المعتدين المقاتلين ووجدتم بعض نسائهم وقد سببن الصالحين من رجالكم وقادتكم وشتمن اعراضكم فلا تثيروا نفوسهن وتهيجوا مشاعرهن بالرد عليهن لأنهن ربما يعشن حالة من الاضطراب النفسي بسبب مقتل رجالهن[91].
  • فالمقاتلون بمختلف أصنافهم ومسمياتهم مهمتهم هي تخليص العراق من هذا البلاء العظيم، وعليهم لأداء هذه المهمة على الوجه الصحيح ان يتحلوا بأعلى درجات الانضباط في تصرفاتهم ويراعوا المعايير الانسانية والاسلامية في تعاملهم مع الجميع في مناطق القتال ولاسيما المدنيين من كبار السن والنساء والاطفال بل ومن يسلم نفسه ويترك القتال.
  • من الضروري لمقاتلينا الأبطال الذين يسطرون ملاحم البطولة والتضحية في صفحات تاريخ العراق الحديث ان يلتفتوا الى ان الغاية من قتالهم هو انقاذ المواطنين في المناطق التي سيطرت عليها عصابات داعش وان ينظروا لهم كإخوة واخوات جاءوا لتخليصهم من هذه الفئة الدخيلة على العراقيين في فكرها الضلالي الذي تتبناه بتكفير الاخرين وتحليل قتلهم والذي ترجمته الى ممارسات وحشية بعيدة عن الاسلام والانسانية حيث لم يشهد تاريخ العراق مثل هذه الوحشية – فلينتبهوا وليحذروا من ان يكون هدفهم الانتقام او الاعتداء او غير ذلك ولأجل تحقيق هذه المهمة وفق الضوابط الشرعية والاخلاقية والانسانية لابد من أمرين:
  • التحلي بأعلى درجات الانضباط النفسي في تصرفاتهم واعمالهم القتالية فلا يحملنهم حزن وأسَفٌ على فقد عزيز استشهد في القتال او تألم على جريح او حالة غضب او انفعال على ارتكاب ما يخالف هذه الضوابط من تمثيل بقتيل او اجهاز على جريح او تفجير دار مشتبه في امره او سطو على مال لذوي المقاتلين او استيلاء على اموال لمواطنين ابرياء.
  • مراعاة المعايير الإنسانية والإسلامية في تعاملهم مع الجميع، فلابد من الفرز بين المعتدي المقاتل والمواطن الذي لا دخل له في ذلك فإنما هدف القتال الحفاظ على الهوية الوطنية والانسانية والحضارية للشعب العراقي الذي ارادت هذه العصابات مسخها وطمسها، وتتأكد الوصية مع كبار السن والنساء والأطفال... فما اعظم واجمل ان نرى بعض افراد قواتنا المسلحة ومجاهدينا يحملون رجلا ً كبيراً على أظهرهم ليوصلوه وعائلته الى مأمنهم ان يطعموا صغيرا او يهدئوا ويطمئنوا امرأة خائفة او يداووا مريضا او يهيئوا مأوى.
  • اللهم انصر قواتنا المسلحة والمتطوعين والغيارى من ابناء العشائر نصر عزيز مقتدر ورد كيد اعدائنا في نحورهم وغير سوء حالنا بحسن حالك انك سميع مجيب[92].
  • ونؤكد اليوم على احبتنا المقاتلين – كما اكدنا عليهم في مناسبات سابقة- بضرورة اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر في التعامل مع المدنيين العالقين في مناطق القتال والسعي البليغ في ابعاد الاذى عنهم وتوفير الحماية لهم بكل الوسائل الممكنة.
  • كما ندعو اهالي الموصل الاعزاء الى ان يتعاونوا مع القوات الامنية قدر المستطاع ويسهلوا لهم مهمتهم في انقاذهم وتخليصهم من سيطرة الارهابيين الدواعش.
  • نؤكد ايضاً على جميع المشاركين في العمليات القتالية بضرورة رعاية المعايير الانسانية والاسلامية في التعامل مع المعتقلين أياً كانوا والاقتصار على اتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم والابتعاد عن الثأر والانتقام في مطلق الاحوال[93].
  • تتواصل الانتصارات المجيدة في الصفحات المتلاحقة لمعارك تحرير محافظة نينوى من الارهابيين الدواعش وتتعزز معها الثقة بقدرات وارادة وعزيمة قواتنا المسلحة البطلة ومن يساندهم من المتطوعين الميامين ورجال العشائر الغيارى وقوات البيشمركة الباسلة على تحقيق النصر النهائي في وقت غير بعيد – ان شاء الله تعالى- على الرغم من كل الصعوبات والعراقيل والتحديات التي تواجهها القوات المشاركة في العمليات واهمها تحدي الحفاظ على ارواح المدنيين الذين يحتمي بهم العدو ويتباطأ لأجل تقليل الخسائر في صفوفهم تقدم القوات المقاتلة في اكثر من جبهة، ونذكر هنا بفخر واعتزاز الاداء الرائع للمقاتلين الابطال في مساعدة اهلنا العالقين في ساحة العمليات وما احرزوه من انضباط عالٍ في هذا المجال آملين ان يستمر هذا النهج الانساني في التعامل مع المدنيين وتبرز صوره في وسائل الاعلام بشكل موسع لإسكات بعض الافواه التي لا تنفك عن محاولة الاساءة الى القوات العراقية.
  • نأمل من القوات الامنية المكلفة بحماية المدن والتجمعات السكانية من التفجيرات الارهابية من الانتحاريين وغيرهم وان تطور اداءها الامني والاستخباري لتمنع من تكرار بعض الخروقات التي وقعت مؤخراً كالذي حصل في سامراء وقبله في قضاء عين التمر والشوملي.
  • على الاخوة في الاجهزة الامنية المختصة ان تواكب في ادائها ما حصل من تطور ونجاحات في اداء القوات المقاتلة في جبهات القتال حتى نصل الى الخلاص النهائي من عصابات داعش وذيولها التي تستهدف المدنيين الابرياء  ان شاء الله تعالى[94].
  • نؤكد مرة اخرى على جميع احبتنا المقاتلين وهم يواجهون عدواً ظالماً لا يراعي ادنى المعايير الاخلاقية في حربه معهم حيث يتخذ المناطق السكنية مواقع للقتال ويجعل العوائل من الاطفال والنساء وكبار السن دروعاً بشرية لحماية نفسه.
  • نؤكد على المقاتلين بمختلف عناوينهم ان يعملوا ما في وسعهم لإبعاد الاذى عن المواطنين العالقين في هذه المناطق وان يوفروا الحماية لهم بالقدر المستطاع.
  • كما نؤكد على ضرورة التعامل الانساني مع المعتقلين أياً كانوا وتسليمهم الى الجهات الرسمية ذات العلاقة والحيلولة دون ان يقع عليهم ظلم وتعدٍ من اية جهة كانت.
  • نؤكد أيضاً على اهمية حفظ وحراسة ممتلكات المواطنين في المناطق التي يتم تحريرها وعدم السماح لأي كان بالتجاوز عليها واتلافها او الاستحواذ عليها. ان رعاية هذه الجوانب واجب ديني واخلاقي ووطني، فنهيب بجميع المشاركين في العمليات القتالية الالتزام التام بها واعطاء صورة مشرفة عن المقاتل العراقي المدافع عن وطنه تبقى ماثلة في الاذهان[95].
  • نتوجه بالشكر والتقدير والاجلال والتعظيم لأعزتنا المقاتلين في قوات مكافحة الارهاب ولواء الرد السريع والجيش بمختلف صنوفه والشرطة الاتحادية وحشود المتطوعين الابطال بمختلف مسمياتهم على ما قدموه من تضحيات كبيرة وبذلوه من دماء طاهرة وقاموا به من صَوْلات وطنية عظيمة لحماية العراق وتخليصه من رجس الارهاب الداعشي.
  • ندعو الى مزيد من التنسيق والتعاون بين مختلف القوات المشاركة في القتال لتطوى سريعاً الصفحات الاخيرة لتحرير هذه المحافظة العزيزة التي دفعت ثمناً كبيراً جراء جرائم العصابات الارهابية.
  • ينبغي ان تكون مظاهر الفرح والسرور في الاحتفالات التي تقام بهذه المناسبة في حدود ما تنسجم مع الاوضاع الاستثنائية التي يمر بها بلدنا، كما ينبغي للمحتفلين أن لا ينسوا فيها اخوانهم المقاتلين – الذين لولا تضحياتهم لكانت افراحهم احزاناً- فيخصصوا جزءاً من خطبهم واهازيجهم لتمجيد هؤلاء الكرام والاشادة ببطولاتهم والتعبير عن مواصلة مسيرتهم في التضحية والفداء حتى تحقيق النصر النهائي بعونه تعالى، كما ينبغي للجميع صرف جانب من اهتمامهم وامكاناتهم في دعم المقاتلين في الجبهات ورعاية احوال النازحين واليتامى والارامل والسعي الى القيام بمزيد من الاعمال المقربة الى الله تعالى[96].
  • رعاية الجرحى والمعاقين وعوائل الشهداء وتوفير الحياة الكريمة لهم هي من ادنى حقوقهم الواجبة على الجميع وفي المقدمة الحكومة ومجلس النواب ولا يصح التذرع عن التقصير في حقهم بقلة الموارد المالية فان هناك العديد من الابواب التي يمكن تقليص نفقاتها لتوفير ما يفي بذلك، وقد تم تخصيص رواتب وامتيازات لأناس لم يتحملوا من الاذى والمعاناة في سبيل وطنهم بمقدار يسير مما تحمله هؤلاء الاعزاء فاتقوا الله فيهم واعلموا انكم تساءلون عنهم[97].
  • إن فرحة الانتصار لا تكتمل حتى تستعاد جميع الأراضي العزيزة التي اغتصبها داعش، وهذا لا يتم إلا بالاستمرار بالروحية القتالية التي يتمتع بها الأعزاء المقاتلون، وحذاري ثم حذاري من التهاون أو التقاعس عن هذه المهمة النبيلة والركون إلى طلب العافية ما دامت هذه الاراضي تحت يد هؤلاء.
  • إن الحفاظ على الأرواح البريئة من الأطفال والنساء والشيوخ هي مهمة أساسية ولها الأولوية، وكما قلنا سابقاً أن إنقاذ الأبرياء والحفاظ على حياتهم أفضل من قتل المعتدي الإرهابي، لذا نهيب بالأخوة الأعزاء المقاتلين الغيارى أن يجعلوا هذا الهدف السامي أمامهم كما صنعوا فعلاً في المعارك السابقة، وبذلوا قصارى جهدهم للحفاظ عليهم حتى وإن كان العدو يتخذهم دروعاً بشرية.
  • نؤكد على ضرورة التعامل الحسن، مع الذين يتم اعتقالهم وعدم الإساءة إليهم فإن الإساءة إليهم جريمة في الشرع والقانون وإساءة إلى أرواح الشهداء الأبرار، بل يتعين أن يحالوا إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم من غير تعسف.
  • إن هذه الانتصارات إنما تحققت وستتحقق أخرى بأذن الله تعالى، هي بفضل دماء عزيزة علينا وأرواح أرخصت كل غالٍ وعزيز في سبيل عزة ورفعة وبقاء بلدنا وأرضنا ومقدساتنا، ولا زال أبناء هذا البلد أسخياء بدمائهم وأموالهم حفاظاً عليه، ومن هنا كان لابد من الإشارة إلى أن هذه الدماء لا زالت تنتظر من المؤسسات المعنية مزيداً من الوفاء لها، والاهتمام بعوائلها والسعي الحثيث من جميع المعنيين للحفاظ على المكتسبات التي تحققت بفضل هذه الدماء ونخص الأخوة المعاقين؛ فهم الشهداء الأحياء ولابد من رعايتهم وتوفير احتياجاتهم والاهتمام بمعالجتهم وتهيئة أفضل ما يمكن من الرعاية الصحية والطبية لهم وفتح مراكز لتأهيلهم والعناية بهم[98].
  • الحذر من العدو الداعشي وعدم الاطمئنان الى الوضع النفسي المنهار لبعض مجاميعه والحرص على التقدم وفق الخطط العسكرية المدروسة مع التوكل على الله تعالى والثقة بتأييده ونصره والدعاء اليه عز وجل بالتسديد والحفظ والامداد بالعون والقوة.
  • الحفاظ على حياة المدنيين العالقين داخل الاحياء السكنية والحرص البالغ على تجنيبهم الاذى مع الحذر الشديد من مكائد العدو باتخاذ هؤلاء الابرياء دروعاً بشرية واستنفاذ كل الوسائل التي يمكن من خلالها تخليصهم مما هم فيه في أقرب وقت ممكن وتوفير المأوى وسائر الاحتياجات الضرورية لهم.
  • ادامة التنسيق العالي بين مختلف صنوف القوات المشاركة في القتال والتعاون التام بينها الذي كان من ثماره الواضحة ما حصل من تقدم سريع في تحقيق الاهداف المرسومة وتحرير احياء من مدينة تلعفر خلال ايام قليلة جداً.
  • ندعو العاملين في الحقل الطبي من الاطباء والكوادر الوسطية في مختلف المحافظات الى ان يتوجهوا بأعداد كافية الى مناطق القتال للقيام بإسعاف الجرحى وعلاجهم بأفضل ما يتيسر لهم من ذلك، فإن هذا بالإضافة الى كونه مهمة انسانية عظيمة مما له دور مهم في ادامة العمليات العسكرية وتسهيل الامر على القطعات المقاتلة وبالتالي فانه مسؤولية وطنية وواجب ديني واخلاقي لابد من القيام به كل حسب ما يتمكن منه[99].

(والحمد لله رب العالمين)


[1] ذكرت في خطب صلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف القاها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وسماحة السيد احمد الصافي.

[2] سورة ال عمران اية 200

[3] سورة الأعراف اية 128

[4] سورة الأنفال اية 46

[5]  سورة البقرة اية 214

[6]  سورة المائدة اية 87

[7] الخطبة الثانية من صلاة الجمعة والتي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف بتاريخ  14شعبان 1435هـ الموافق  13/6/2014م.

[8] نفس المصدر بتاريخ (21/ شعبان/1435هـ) الموافق (20/6/2014م).

[9] نفس المصدر بتاريخ (28/شعبان/1435هـ)الموافق (27/6/2014م).

[10] نفس المصدر بتاريخ  (5/رمضان/1435)هـ الموافق( 4/7/2014م).

[11] نفس المصدر بتاريخ (12/ رمضان/1435هـ) الموافق (11/7/2014م).

[12] نفس المصدر بتاريخ  (19/رمضان/1435هـ) الموافق (18/7/2014م).

[13] نفس المصدر بتاريخ (26/رمضان/1435هـ)الموافق (25/7/2014م).

[14] نفس المصدر بتاريخ  (4/شوال/1435هـ) الموافق (1/8/2014م).

[15] نفس المصدر بتاريخ (11/شوال/1435هـ) الموافق (8/8/2014م).

[16] نفس المصدر بتاريخ  (25/شوال/1435هـ)الموافق (22/8/2014م).

[17] نفس المصدر بتاريخ (16/ذي القعدة/1435هـ)الموافق (12/9/2014م).

[18] نفس المصدر بتاريخ (23/ذي القعدة/1435هـ)الموافق (19/9/2014م)

[19] نفس المصدر بتاريخ (1/ذي الحجة/1435هـ)الموافق (2014/9/26م).

[20] نفس المصدر بتاريخ (8 ذي الحجة 1435هـ) الموافق (10/3/2014م).

[21] نفس المصدر بتاريخ (15/ذي الحجة/1435هـ)الموافق (10/10/2014م).

[22] نفس المصدر بتاريخ  (29 ذي الحجة 1435هـ)الموافق (24/10/2014م).

[23] نفس المصدر بتاريخ (6 محرم 1436هـ) الموافق (31 /10/ 2014م).

[24] نفس المصدر بتاريخ  (13 محرم 1436هـ) الموافق (7/11/2014م).

[25] نفس المصدر بتاريخ (27/محرم /1436 هـ)الموافق (21/11/2014 م).

[26] نفس المصدر بتاريخ (5/صفر/1436هـ) الموافق (  28/ 11/  2014 م)

[27] نفس المصدر بتاريخ (12/صفر/1436هـ)الموافق (5/12/2014م).

[28] نفس المصدر بتاريخ  ( 19 صفر 1436هـ)الموافق (12/12/2014م).

[29] نفس المصدر بتاريخ (3/ربيع الأول/1436هـ)الموافق (26/12/2014م).

[30] نفس المصدر بتاريخ  (10/ربيع الأول/1436هـ)الموافق (2/1/2015م).

[31] وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١٥ - ص ٥٨

[32] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (عليه السلام) - ج ١ - ص ١٨٩

[33] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧٤ - ص ٢٦٣

[34] دعائم الإسلام - القاضي النعمان المغربي - ج ١ - ص

[35] سورة النساء: اية94

[36] وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١٥ - ص ٨٣

[37] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - ص٣٢٤

[38] سورة الممتحنة: اية 8

[39] الكافي - الشيخ الكليني - ج ٥ - ص ٥

[40] سورة النساء – اية10

[41] وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١٦ - ص ٥٣

[42] تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي - ج ٦ - ص ١٥٥

[43] سورة الانعام :اية 164

[44] سورة المائدة :اية 8

[45] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - ص ٥٦٣

[46] نفس المصدر - ج ٣٢ - ص ٢٧٣

[47] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٢ - ص ١٨٥

[48] موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٦ - ص٣٤٢

[49] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٢ - ص ١٨٥

[50] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤١ - ص ١١٦

[51] الأمالي - الشيخ المفيد - ص٥٩

[52] سورة البقرة :الآيتان 238-239

[53] تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي - ج ٣ - ص ١٧٣

[54] موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٩ - ص ٢٠٤

[55] سورة الشمس:الاية8

[56] نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ١ – ص ٢٣

[57] كما جاء في قوله تعالى :( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلً)سورة النساء :الآية 8

[58] سورة النساء: الآية 71

[59] سورة الصف :الآية 4

[60] تم تأكيد بعض هذه النصائح والتوجيهات مرة أخرى  خلال خطبة الجمعة الثانية بتاريخ  23/ ربيع الآخر/ 1436هـ الموافق 13/2/2015م وكذا في 11 رمضان 1437هـ الموافق 17 /6/2016م.

[61] الخطبة  الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في30/ ربيع الآخر/1436 هـ الموافق0 2/2/ 2015م.

[62] نفس المصدر بتاريخ (14/ج1/ 1436 هـ)الموافق (6/3/ 2015م).

[63] نفس المصدر بتاريخ (21 ج1 1436 هـ) الموافق (13/3/ 2015 م).

[64] سورة آل عمران :الآيتان 173-174

[65] نفس المصدر بتاريخ  (28/ج1/1436 هـ) الموافق (20/3/ 2015 م).

[66] الخطبة  الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في (6/ج2/1436هـ)الموافق (27/3/ 2015م).

[67] نفس المصدر بتاريخ (13/ج2 /1436هـ) الموافق (3 / 4 / 2015 م)

[68] نفس المصدر بتاريخ  (20ج2/ 1436هـ) الموافق(10 / 4 /2015 م).

[69] نفس المصدر بتاريخ ( 27/ج2/ 1436هـ) الموافق(17/4/ 2015م).

[70] نفس المصدر بتاريخ ( 19/رجب/1436هـ) الموافق( 8 /5/ 2015م).

[71] نفس المصدر بتاريخ  (26/ رجب/ 1436هـ) الموافق (15 /5/ 2015م).

[72] نفس المصدر بتاريخ ( 3/شعبان/1436هـ) الموافق (22 /5/ 2015م).

[73]نفس المصدر بتاريخ (24/شعبان/1436هـ) الموافق( 12/6/2015م).

[74]نفس المصدر بتاريخ (8/رمضان المبارك/1436هـ )الموافق( 26/6/2015م).

[75] نفس المصدر بتاريخ (22/رمضان المبارك/1436هـ)الموافق (10/7/2015م).

[76] نفس المصدر بتاريخ (14/شوال/1436هـ)الموافق (31/7/2015م).

[77] نفس المصدر بتاريخ  (5/ذي القعدة/1436هـ)الموافق (21/8/2015م).

[78] نفس المصدر بتاريخ (12/ذق/1436هـ)الموافق (28 / 8 / 2015م).

[79] نفس المصدر بتاريخ (11/ذح/1436هـ الموافق 25/9/2015م).

[80] نفس المصدر بتاريخ  18 / ذح / 1436هـ الموافق2 /10 /2015م).

[81] نفس المصدر بتاريخ( 2/محرم الحرام/1437هـ) الموافق(16/10/2015م).

[82] نفس المصدر بتاريخ (9/محرم الحرام/1437هـ )الموافق (23/10/ 2015م).

[83] نفس المصدر بتاريخ (16/محرم الحرام/1437هـ) الموافق(30/10/2015م).

[84] نفس المصدر بتاريخ( 7/صفر/1437هـ) الموافق( 20/11/2015م).

[85] نفس المصدر بتاريخ (28/صفر الخير/1437هـ )الموافق( 11/12/2015م).

[86] نفس المصدر بتاريخ (6/ربيع الاول/1437هـ )الموافق( 18/12/2015م).

[87] نفس المصدر بتاريخ(13/ربيع الاول/1437هـ )الموافق( 25/12/2015م).

[88] نفس المصدر بتاريخ (19 شعبان 1437هـ )الموافق( 27 /5/ 2016م).

[89] سورة المائدة: الآية 8

[90] نهج البلاغة: خطب الامام علي (عليه السلام) -ج3- ص15

[91] الخطبة  الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 26 شعبان 1437هـ الموافق 3 /6/ 2016م.

[92] نفس المصدر بتاريخ(11 رمضان 1437هـ)الموافق( 17 /6/2016م).

[93] نفس المصدر بتاريخ( 19 محرم الحرام1438هـ )الموافق(21 /10/ 2016 م).

[94] نفس المصدر بتاريخ(2ربيع الاول1438هـ) الموافق (2/12/2016م).

[95] نفس المصدر بتاريخ( 26/ج1/ 1438هـ )الموافق( 24 /2 /2017م).

[96] نفس المصدر بتاريخ( 8 شعبان  1438هـ )الموافق( 5 /5 /2017م).

[97] نفس المصدر بتاريخ ( 19 شوال 1438هـ)الموافق ( 14 /7/ 2017م).

[98]نفس المصدر بتاريخ( 26 شوال 1438هـ )الموافق (21 /7 /2017م).

[99] نفس المصدر بتاريخ ( 2 ذي الحجة 1438هـ) الموافق( 25 /8 /2017م).