لا مجال للفرار
في نهارٍ شتائيٍّ ممطر في منطقة الخيرات ذات الطبيعة الوعرة في الموصل كان عددٌ من مقاتلي الحشد الشعبي يرابطون على الساتر الخلفي فجاء النداء بأن أحدى النقاط على الساتر الامامي تعرضت لهجوم من قبل العدو؛ فتقدم عشرون مقاتلاً كتعزيزات لهم.
ولكن عند وصولهم وجدوا النقطة قد سقطت واحكم العدو سيطرته عليها فاشتبكوا معه وكانت اصوات البنادق وازيز الرصاص مع البرق والرعد تحكي قصة الرعب ولزخات المطر حكاية أخرى مع زخ الرصاص الذي يخطف الارواح من كلا الجانبين لشدة وضراوة المعركة. استمرت المعركة حتى ظلام الليل فالتفت القائد الميداني للحشد الشعبي ليرى أن عدداً من أصحابه قد سقط ما بين شهيد وجريح وأن العدو ما زال متمسكاً بما حقق على الرغم من تكبّده خسائر جسيمة في الارواح والمعدات؛ فاتصل بالقطعات الخلفيّة طالباً مزيداً من الدعم، غير انّ المعركة لا تعرف الانتظار ولا مجال لهدوء الاصابع خلف الزناد وعدد المصابين في تزايد.
بعدها وصلت القوات المناصرة فقلبوا الموازين وتغيّرت أجواء السماء وارتدت اللون الاحمر لشدة كثافة النيران وعلت اصوات القذائف على صوت الرعد وفاق بريق الرصاص البرق وكثر في صفوف العدو القتلى واحرقوا عدداً من آلياته فتحول الظلام إلى ضوء وتغطّت السحابة بسحب من الدخان فانكسر العدو ولاذ جنوده بالفرار متخذين من وعورة المنطقة ومن ظلام الليل غطاءً لهم غير أن فوهات البنادق كانت تطارد فلوله المنهزمة وهي تهلهل معلنة الانتصار.