بردٌ وسلامٌ
في أواخر عام الفين وخمسة عشر تمكنت قطعات الحشد الشعبي وقوات الشرطة الاتحاديّة من تحرير قرية البو عجيل في صلاح الدين، تلك العشيرة المتّهمة بجرائم الإبادة الجماعية بحق طلاب معسكر سبايكر
كان عدد المقاتلين المشاركين في عمليّة التحرير هذه كبير جداً يقدّر بالآلاف فتمكنوا من احكام السيطرة على المنطقة خلال مدّة قياسية. انهزم العدو ولم تبقَ له سوى جيوبه المتفرّقة، اقام المقاتلون صلاة الظهر جماعة في أرض المعركة في تلك الاجواء الباردة وظروف الحرب التي تحمل المفاجآت، واثناء تفرّق المصلين جاءت سيارة مفخخة وانفجرت على بعد أمتار من مكان الصلاة؛ فتطايرت اجزاؤها وانعدمت الرؤيا بفعل الدخان الكثيف والغبار؛ ارتجفت أوصالي وخاطبت نفسي: ترى كم شهيداً اخذت منّا هذه المفخخة اللعينة؟
انجلى الدخان والغبار بعد دقائق فكان كل منا يتفقد اخوته المقاتلين بقلق فكانت برداً سلاما فلم نخسر مجاهداً واحداً ولم يصب احد بجروح.