جامع الفتّاح

{ المصدر : الموسوعة التوثيقية الكبرى لفتوى الدفاع عن عراق المقدسات }

يقول المنتسب عيدان فهد عبيد:  كنّا نرابط مع لواء علي الاكبر في قضاء بيجي شمال تكريت، وقد اتخذت قوات الحشد الشعبي من جامع الفتاح مقرّاً لها واحكمت التحصّن فيه، وهو أكبر جامع في بيجي وفيه أجنحة وقاعات متعددة وأمامه مساحة خضراء.

سبق وأن اتخذ الدواعش هذا الجامع مركزاً لإدارة الاعمال الارهابية من قتل وتعذيب وربط الاحزمة الناسفة وتفخيخ السيارات، وقد دارت حوله اشتباكات عديدة إذ كانت القوات الامنية والحشد الشعبي تسيطر عليه ثم يعود الدواعش لاحتلاله وقد اعطى فيه الطرفان خسائر جسيمة في المعدات والارواح مع أعداد كبيرة من الجرحى، وكلّما تتقدّم القوات الامنية والحشد لاسترجاعه من داعش مرة أخرى تجد جثث الاعداء باقية في المكان مما يدل على قتل أغلب المتواجدين فيه أو ربما لأمرٍ آخر اراده الدواعش فلم يخلوا الجثث من الجامع.

في أحد الايام وبينما نحن نرابط هناك حصل علينا تعرّض من ثلاثة محاور فأعدّ آمر لواء علي الأكبر الحاج قاسم مصلح خطّة سريعة لصدّ الهجوم وجعل أحد المحاور بقياد الشيخ علاء الموصلي ومعه الشيخ جعفر المظفر والشيخ وسام الشويلي والشيخ تحسين المنصوري ومعهم مجموعة من مقاتلي الحشد الشعبي، وفي هذه المعركة اصيب الشيخ جعفر المظفر برصاصة في فخذه الأيمن لكن بحمد الله لم تكسر عظماً ولم تقطع عصباً.

بعد اشتباكـــات عنيفـــة علـــى جميـــع المحاور استمرت لساعات تمكّنا من صدّ العدو وكبّدناه خسائر فادحة في الارواح والمعدات وانهزم مقاتلوه يجـــرون اذيال الخيبة ورصـــاص الحشـــد الشعبي يطاردهم.

إلا أن الشيــــــخ عــــــلاء الموصلــــــي واصحـــابه غـــاصـــوا في العمــــــق وهـــم يـــطاردون الاعـــداء ففقـــدنا الاتصــــــال بهم وقُطـــع عنهـــم طريـــق العودة فلم نعـــد نعـــرف هل تمكنـــوا من البقــــــاء علـــى قيـــد الحيـــاة؟ بعـــد يومـين جهّز لـــواء علـــي الاكبـــر قــوة لنجـــدتهم؛ فانطلقنا وتمكنّا من فـــك الحصـــار عنهـــم ووجدنـــاهم مسيـــطرين على المـــوقف ومعززين قوتهــم وقد غنموا الكثير مـــن الاسلحـــة بعد أن أسقطـوا نقطتـــين للعـــدو قبـــل أن يعـــود العـــدو ويلتف عليهم ويقطع الطريق. عند وصولنا فرحوا بقدومنا وفرحنا بنصرهم وسلامتهم.