ما بين عزاء الحسين(عليه السلام) والشهادة
كان للمقدم هاشم عباس التميمي دور بارز في عملية تحرير الفلوجة فهو آمر فوج مغاوير الجيش ضمن القوات المسلحة المشاركة في عملية التحرير.
طلب كعادته في الليلة السابقة على الهجوم من أحد المبلغين المتواجدين بالجبهة أن يعقد مجلس عزاء للسيدة أم البنين (عليها السلام)، فقد اعتاد أن لا يخوض ايّة معركة قبل أن يعقد مجلس عزاء للسيدة لام البنين، وخلال المجلس قام الشيخ المبلغ بوعظ المقاتلين وتوجيه الارشادات إليهم وشحذ هممهم وتذكيرهم بانّ قتالهم ما هو الّا دفاعٌ عن الوطن والمقدسات، ورابط موقفهم الدفاعي هذا بقصّة الامام الحسين (عليه السلام) وما جرى له في كربلاء، وحوّل عواطفهم في كيفيّة مواساة امهاتهم لام البنين (عليها السلام) التي فقدت اربعة اولاد هم العباس واخوته (عليهم السلام) دفاعاً عن الحسين (عليه السلام)، وبعد ان وصل الخطيب إلى ختام المجلس رفع يديه بالدعاء للمقاتلين بالنصر، والمقاتلون يرددون بعده (آمين) بقلوب مليئة بالاطمئنان عازمين على القتال ولو بملاقاة الحتوف دفاعاً عن المقدسات.
مع اشراقة الصباح تحركت القوات المتجحفلة لتحرير الفلوجة في معركة كبيرة شاركت فيها أغلب القوات المسلحة، وخلال النهار تمكن فوج مغاوير الجيش بقيادة المقدم هاشم التميمي من دخول مركز المدينة، (وفي اللحظات الاخيرة من المعركة وقبيل اعلان السيطرة على المركز سقط المقدم هاشم شهيداً مضرجاً بدمه) وكأن تحريرها ينتظر شهادته وصعود روحه الطاهرة إلى ربّها راضيةً مرضيّةً.