ستبقى كلماتك خالدة أيها الشهيد المقدم الركن علي النداوي ...
إنه من أبناء العاصمة بغداد.. من أبناء الصليخ الجديد.. ولد في عام 1979.. وترعرع في كنف اسرة مؤمنة.. عرفت عنها محبتها للوطن.. ظروفها المادية صعبة.. فكان يعمل مع أمه في خبازة الخبز ليبيعه في السوق ويدرس في مرحلة الاعدادية.. حتى تخرج فدخل الكلية العسكرية.. واستمر يعين أهله ونفسه فيعمل عامل بناء (عمالة) في أيام الجمع والعطل وحيثما تسمح له الفرصة فوالده ضعيف المورد إذ يعمل عاملا في البلدية. في احد الايام خاطبته والدته (يمه سوده عليّه العمالة شلعان كلب وتعب) فأجابها (يمه ما ريد واحد يكول عليه كاعد بيته وأهله يصرفون عليه).. تخرج من الكلية العسكرية برتبة ملازم وقرر أن يفتح محلاً لبيع الخضروات وهو يمارس بكل فخر واعتزاز واجباته ضابطاً بالجيش.. ولطموحه الكبير اكمل دراسة الاركان فحصل على شهادة الماجستير بدرجة الامتياز عن رسالته العلمية - اللياقة والتدريب البدني العسكري - فمارس التدريس في كلية الاركان.. بعدها التحق بجبهات القتال آمراً لفوج المغاوير الثالث في قيادة عمليات بغداد.. وقد عرف عنه التواضع والتعامل الابوي مع جنوده.. كثيراً ما يلتقيهم ويتحدث إليهم قبل دخول أي هجوم.. رفض الاشاعات المغرضة التي أشيعت من قبل المغرضين على أن الجيش خائن وهو الذي سّلم الأراضي لداعش.. شارك في معارك عديدة.. في الخسفة وحديثة.. باتجاه عين الاسد.. في هذه المعارك قتل اربعة معادين من القناصين.. واستمر يفتش عن الدواعش من منزل إلى اخر.. فأصاب اٌثنين من المختبئين وارداهما قتيلين.. كان يصرخ بأعلى صوته (اكو بعد واحد مختبئ) وبينما هو كذلك يفتش عن الدواعش أصابته رصاصات غادرة من داعشي مختبئ أسفل سلم المنزل فسقط مخضباً بدمائه الزكية.. وقف جنوده حول جسده وهم يتذكرونه بكلماته (أخوتي أخوتي النشامة هذا يومكم وإنياله اللي يحصل على الشهادة بهذا الموقف).
سطّر الشهيد علي النداوي أروع صور الشجاعة والغيرة والفداء للعراق العظيم..