آذن لي أيها القائد...
جـــاء المـلازم (...) مـــن اللـــواء 25 - الفرقـــة - 17 في قاطـــع اليوسفية فدخـــل غرفـــة الآمـــر العقيـــد (...) وأدى لـــه التحيـــة العسكرية بكـــل ثقة وعـــزم .. إذن لي أيهـــا القائد أن أدخل ارض الحرام فقد سقط فيها أحد جنودي البواسل شهيداً... ما كان يحتمل هذا الملازم أن تبقى جثة الشهيد في الارض الحرام وهي ملطخة بدماء الشهادة وتتساقط من حولها موجات الرصاص التي لا تنقطع والصواريخ التي حفرت الأخاديد على وجه الارض... تسّمرت عيناه على جثة الشهيد فكان يراقبها رغم عتمة الليل التي خففت من شدتها ضـــوء القمر الذي خفف...
رفض الآمر طلب المـــلازم خوفاً عليـــه على مضض وكانت الحسرات والآهات تخـــرج منه... يتألم ويتمتـــم خائفـــون هؤلاء الجبنـــاء الدواعش خائفـــون يحمون انفســـهم، كمـــا يضنون، كموجات الرصاص التي لا تنقطع.
خرج الملازم من غرفة الآمر وتوارى من أمامه وهو يضرب كفه بالأخرى... استرجـــع نداء المرجعيـــة الشريفـــة للدفاع عن عراق المقدسات... ابتسم ورفع رأسه الى الساتر الذي يعزل بين قوات اللواء والحشد الشعبـــي وبين الاعـــداء الدواعـــش.. اجتاز الساتر بخطوات ثابتة وكانت الابتسامة العريضة مازالت ترسم على محياه وما أن اقترب من زميله الشهيد محاولاً سحب جثمانه حتى سقط مضرجاً بدمائه الى جانبه وقد صرخ بنداء مدوي... لقد أديت الأمانة..