شكك البعض في صحة انتساب ما في نهج البلاغة إلى الإمام علي (عليه السلام)، فتلك شنشنة قد عرفت من أخزم والأفضل أن نترك التقييم لهذا التشكيك إلى كبار العلماء.
1. قال العلامة الشيخ محمد جواد مغنية (رحمه الله): " قال أعداء محمد (صلى الله عليه وآله) وجاحدوا رسالته ونبوته: إن القرآن من وضعه، لا من وحي الخالق جل وعلا، وقال أعداء علي (عليه السلام) و جاحدوا إمامته و ولايته: إن نهج البلاغة ـ كله أو جله ـ من تأليف الشريف الرضي، لا من أقوال الإمام (عليه السلام)" [1].
و قال أيضا: " و لو نُسب نهج البلاغة لمعاوية بن أبي سفيان لكانت النسبة حقاً و صدقا، و لكان أبا يزيد المصدر الأول للفلسفة و الحضارة الإسلامية، و لكنه نسب إلى إمام المتقين و حبيب المؤمنين و عدو المنافقين فأصبح موضع الريب و التشكيك! "[2].
2. قال العلامة السيد محسن الأمين ( رحمه الله ) : " و من التحامل على أمير المؤمنين (عليه السلام) التماس الوجوه و الطرق و الوسائل لإنكار نسبة نهج البلاغة إليه ، و أنه من تأليف السيد الرضي " [3] .
3. قال العلامة الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ): " بعد البحث لم أجد أي سبب للشك في نسبة نهج البلاغة إلى الإمام (عليه السلام)إلا أن جامعه الشريف الرضي الشيعي . .![4].
ثم إن هناك كتباً ألفها علماء و أدباء تؤكد وجود الخطب و الكتب و الحِكم الواردة في نهج البلاغة قبل ولادة السيد الرضي ( رحمه الله ) و نذكر منها :
1. تكملة منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة : لآية الله الشيخ حسن زاده الآملي ، في خمس مجلدات، استخرج فيها الكثير مما هو موجود في نهج البلاغة من المصادر و الكتب التي الَّفها العلماء قبل ولادة السيد الرضي.
2. مصادر نهج البلاغة : للعلامة الخطيب السيد عبد الزهراء الحسني .
3. إسناد نهج البلاغة ، للشيخ عبد الله نعمة .
قال آية الله الشيخ حسن زاده الآملي في مقدمة كتابه المذكور : " و كان مما يهمنا في ذلك الشرح تحصيل إسناد ما في النهج و ذكر مصادره و مأخذه من الجوامع الروائية و المجاميع التي الفت و دونت قبل جامع النهج ، الشريف الرضي ـ رضوان الله تعالى عليه ـ مثل :
[1] : فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) : 71 ، الطبعة الأولى سنة : 1397 هجرية / 1977 ميلادية ، دار التعارف بيروت / لبنان .
[2] : فضائل الإمام علي ( عليه السلام ) : 74 .
[3] : أعيان الشيعة : 1 / 77 .
[4] : فضائل الإمام علي : 73 .
[5] : يراجع مجلة تراثنا : العدد : 5 ، السنة الأولى .